نُظِّمت انتخابات حاسمة في تركيا في مايو 2023. ففي 14 مايو، حيث أُجرِيت انتخابات الدورة الثامنة والعشرين للانتخابات العامة، والجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. أعلنت بعدها اللجنة العليا للانتخابات، المسؤولة عن إدارة الانتخابات، أن نسبة إقبال الناخبين بلغت 87 في المئة. ووفقًا للنتائج الرسمية التي نشرتها اللجنة فاز تحالف الشعب (الجمهور) بـ323 نائبًا بنسبة 49.5 في المئة من الأصوات، فأصبح بذلك التحالف الذي حصل على الأغلبية في البرلمان المكوّن من 600 مقعد. بينما حصل تحالف الأمة المعارض على 212 بنسبة 35 في المئة من الأصوات.
وفي الانتخابات الرئاسية، التي جرت في يوم الانتخابات العامة نفسه، لم يتمكن أي من المرشحينَ الذين وردت أسماؤهم في الاقتراع من الحصول على الأغلبية المطلقة المطلوبة؛ لهذا السبب، تنافس في الجولة الثانية في 28 مايو مرشح تحالف الشعب (الجمهور) رجب طيب أردوغان الذي حصل في الجولة الأولى على نسبة (49.5%) فنال بذلك أكبر عدد من الأصوات لكنه لم يبلغ النسبة المشروطة 50%، وكمال كيليجدار أوغلو، مرشح تحالف الأمة أردوغان الذي حصل في الجولة الأولى على نسبة (44.8%).
ووفقًا للنتائج الرسمية في الجولة الثانية في 28 مايو، أُعِيد انتخاب أردوغان رئيسًا بحصوله على 52.18% من الأصوات. وفي هذا السياق أولت الدول الأوروبية، التي تربطها علاقات وثيقة مع تركيا اهتمامًا وثيقًا بانتخابات عام 2023، وبناءً على هذه الملاحظة، تحلّل هذه الدراسة تداعيات نتائج الانتخابات في أوروبا على مستوى رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الإعلامية والمنظمات الدولية. وفي هذا السياق، أُخِذت في الحسبان التصريحات التي أدلى بها رؤساء الدول والحكومات الأوروبيون، والنصوص التي نشرتها هيئات البث الرئيسة لوسائل الإعلام الأوروبية، والتقييمات التي أعدتها المنظمات الدولية التي تتخذ من أوروبا مقرًّا لها.