المقدمة
تمر الدول العربية اليوم بمرحلة مهمة جدًّا تحدد مصيرها ووجودها، فبعد عام 2011، والتظاهرات التي سميت بثورات (الربيع العربي) التي كشفت العديد من مكامن الضعف والفساد في الأنظمة العربية التي كانت حاكمة، ووصلت فترات الحكم في بعضها إلى ثلاثين عامًا، وفي بعضها إلى أربعين عامًا، لكنها لم تقدم خلالها غير القهر والفقر والتشريد لشعوبها؛ لذا بدأت الشعوب تبحث عن بديل لهذه الأنظمة، ومن أكثر النماذج التي طُرِحت ونُوقِشت النظام الفدرالي.
إلا أنّ الفدرالية بمفهومها الحديث وتطبيقها في الدول العربية تُعَدّ فكرة جديدة، (عدا دولة الإمارات العربية المتحدة)، طُرِحت إثر تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003، وصاحب هذا التغيير ويلات ودمار هائل في العراق والدول العربية المجاورة، أما عن إدراك الشعب العربي لمفهوم الفدرالية فإنه يختلف اختلافًا كبيرة عن إدراك مفهوم الفدرالية عند الشعوب المتطورة، كما أنّ مسألة التطبيق تختلف اختلافًا كبيرًا عن تطبيق الفدرالية في الدول المتقدمة.