يقدم كتاب "تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم"من تحرير كل من برهان الدين ضوران، وعلي أصلان ورمضان يلدرم، للقاريء العربي إطلالة تقيمية شاملة على تجربة حزب العدالة والتنمية في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع من خلال مساهمات نخبوية أكاديمية وسياسية متابعة للتجربة عن كثب ومعايشة للواقع الذي يعمل فيه حزب العدالة والتنمية.
يقدم هذا الكتاب الصادر عن مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (ستا) بأنقرة، الذي يتجاوز 400 صفحة، إلى القارئ العربي تقييمًا شاملًا عن تجربة حزب العدالة والتنمية في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع.
تحاول هذه الدراسة الكشف عن المعنى السياسي لانتخابات 24 يونيو/ حزيران ضمن إطار بنيوي تاريخي. وتهدف إلى تقييم السياسة المحلية الوطنية التي قدمها حزب العدالة والتنمية ونظام حكومة رئاسة الجمهورية ضمن هذا الإطار، والأسئلة التي تحاول هذه الدراسة الإجابة عنها هي بالترتيب: ما الإشكالية الأساسية التي تميز الأحزاب السياسية عن بعضها في تركيا؟ وما موقع السياسة المحلية الونية في سياسة حزب العدالة والتنمية؟ وما المعنى السياسي لنظام حكومة رئاسة الجمهورية؟ وما رد فعل المعارضة على التغيير السياسي الجذري الذي يقوده حزب العدالة والتنمية؟
على الرغم من كون دولة قطر صغيرة جدًّا من حيث عدد السكان والمساحة، فإن لديها أجندة واعية للسياسة الخارجية، ولديها تميز في الوجود بصفتها لاعبًا أساسيًّا في المنطقة.
يُعدّ رجب طيب أردوغان أحد أبرز القادة السياسيين الإصلاحيين الذين ظهروا مع السياسات التنموية التي جعلته من أهم القادة، بل والأكثر تأثيرًا في تاريخ تركيا الحديث. إن ما جعله شخصية مهمة هو حقيقة أنه أدّى دورًا رئيسًا خلال المدة التي كانت تعاني فيها تركيا من أزمات سياسية كبيرة، واستطاع أردوغان التفاعل مع الأزمات بخطة إصلاحية ضخمة.
ولا جدال أن نهج أردوغان "البنائي" نحو السلطة التنفيذية في الرئاسة سيتيح إنشاء مؤسسات جديدة. ويتألف مشروع "تركيا الجديدة" الذي يعد مركز الإصلاح بالنسبة لأردوغان من ثلاثة عوامل، هي: الاستقلال والديمقراطية والتنمية. وهناك هدفان رئيسان؛ هما: إصلاح المجتمع ومؤسساته بما في ذلك القيم المحلية، وإعادة بناء المجتمع من الداخل. في الوقت نفسه، لابد من أجل تحقيق مواطنة تعددية ديمقراطية أن يتمتع المجتمع الجديد بمؤسسات سياسية تصحيحية. هذان الهدفان لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.