تتركز سياسة حكومة الاحتلال الإسرئيلي في قطاع غزة ضمن 4 عمليات خطيرة يمارسها جيش الاحتلال في قطاع غزة؛ هي: محاولة نزع إنسانية الشعب الفلسطيني وشيطنته، "وهو عمل تتشارك فيه (إسرائيل) وأطراف دولية أخرى"، والحصار بشكل "رهيب وقاتل وإجرامي" على غزة، بموازاة القصف الهمجي، إضافة إلى لجوء الاحتلال إلى قطع المياه والكهرباء والطعام عن السكان، رغم أنه من المؤكد أن أطفالًا سيموتون بسبب انقطاع الكهرباء، وكذلك مرضى الكلى بسبب افتقادهم للعلاج.
ولا تزال دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول الوصول إلى إكمال خطتها المتعلقة بالتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي خطة تهدف إلى تكرار نكبة 1948، وهذا التطهير العرقي يُنفَّذ اليوم في غزة، وغدًا سيكون ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وهو ما قصده نتنياهو بقوله: "سأغير خريطة الشرق الأوسط لخمسين سنة قادمة".
ولا يخفي الإسرائيليون ذلك، بل يدّعون علنًا للتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، ويستندون في ذلك إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية التي تُعَدّ شريكًا مع "إسرائيل" في الدعوة إلى التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، ولذلك على دول العالم أن تتحمل مسؤوليتها إزاء ما تخطط له "إسرائيل" ضد الفلسطينيين، وإزاء العقاب الجماعي الذي تمارسه ضدّهم.
قامت حكومة الاحتلال بقصف مستشفى المعمداني في "مجزرة ومذبحة وحشية" ارتكبتها "إسرائيل" ضد سكان آمنين في قطاع غزة، وقد بلغ عدد الذين استشهدوا في هذا القصف ضعف من قامت "إسرائيل" بذبحهم في مجزرة دير ياسين التي كانت أحد الأسباب في التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
وفي هذا السياق كما فعل جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته بنشر راويات كاذبة بعد 7 أكتوبر، فإنهم استمروا في الكذب مرارًا، وبتغيير روايتهم باستمرار، كما حدث في حالة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت برصاص الاحتلال يوم 11 مايو/أيار 2022، في أثناء تغطيتها الهجوم الإسرائيلي على جنين، إذ غيّروا روايتهم 4 مرات، وواصلوا إنكار جريمتهم، وقد استغرق التحقيق الإسرائيلي في جريمة اغتيال شيرين أسابيع طويلة، في حين أنهم توصلوا في جريمة قصف مستشفى المعمداني إلى استنتاجاتهم الكاذبة في غضون 5 ساعات فقط. في أول ردّ فعل لهم اعترف الإسرائيليون بقصف مستشفى المعمداني بحجة أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يختبئون بداخله، ثم اضطروا لتغيير روايتهم باتهام حركة الجهاد الإسلامي بقصف المستشفى بصاروخ.