يهدف هذا المقال إلى دراسة وضع الأزمة السورية في الوقت الحالي الذي وصلنا إليه، مع التركيز بشكل أكبر على الناحية العسكرية. إن الوضع العسكري الموجود على الساحة حاليًّا يمتلك أهمية كبيرة للوصول إلى الحل السياسي، ويتغير بشكل يومي، حيث تتغير هويات القوى المسيطرة على المناطق، وتظهر اتفاقيات جديدة على الساحة.
يعد انسحاب مبارك الصامت، من السلطة في مصر نقطة تحول عميقة في التاريخ الحديث. لكن سقوط مبارك لا يعني تغييرًا ممنهجًا لبنية الدولة العميقة في مصر؛ حتى إن القوى الدولية كانت تقرأ هذا جيدًا، وأخذت موقفها خلال المرحلة الانتقالية في مصر على هذا الأساس. فمهما أطلق على يوم 11 فبراير أنه يوم "سقوط النظام المصري"، إلا أنه لا يعد إشارة إلى كسر بنية النظام من الأساس؛ وقد كان لاستمرار السلطة العسكرية في الحكم 18 شهرًا دور في تأكيد هذا التصور.