رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

الدولة المتخيَّلة جهود تنظيمي بي كي كي وواي بي جي لإقامة دولة في سوريا

تتناول هذه الدراسة مساعي تنظيمَي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي PKK) ووحدات حماية الشعب (واي بي جي YPG) لإقامة دولة شمال سوريا من خلال الاستفادة من الفراغ الذي حصل في المنطقة بعد 2011م، والدعم الذي حصل عليه التنظيمان من الولايات المتحدة بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من المنطقة. ترى الدراسة أن تركيا تحتاج إلى مواصلة العمليات العسكرية بشكل شامل من أجل تجريد التنظيمين الإرهابيين من الأراضي التي يسيطران عليها في سوريا. لذا لا بد من تحرير شمال طريق M4 حيث تركز المنظّمتان قوتهما، خصوصًا في مناطق مثل مدينتَي عين العرب والقامشلي.

الدولة المتخيَّلة جهود تنظيمي بي كي كي وواي بي جي لإقامة دولة في سوريا

استفاد حزب الاتّحاد الديمقراطي (بي واي دي PYD)، الفرع السوري من تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كي كي PKK) الإرهابي، من الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في سوريا عام 2011م، وقام بتشكيل وحداته العسكرية بالاتفاق مع نظام الأسد، وأسس تنظيمَي وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) وبدأ في السيطرة بدرجة كبيرة على مدن عفرين وعين العرب والقامشلي. تمكن تنظيم بي كي كي، بدعم من النظام السوري، من التخلص من العناصر الكردية المعارضة، ووطّد وجوده في المناطق الواقعة تحت سيطرته. وبظهور داعش على الساحة السورية نشأ مجال من الفرص للتنظيم الإرهابي، فبالتزامن مع اتجاه داعش للسيطرة على مدينة عين العرب حصل تنظيما واي بي جي وبي واي دي على دعم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتمكنا من التقدّم ضد داعش، وتأسيس سيادتهما في الشمال والشرق السوريين. تصدرت الولايات المتحدة خلال هذه المرحلة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تضم بعض العناصر العربية؛ للتمويه على الدعم الذي تقدّمه إلى تنظيم واي بي جي/ بي واي دي الذي تصنفه تركيا تنظيمًا إرهابيًّا. بذلك أُريد لتنظيم بي كي كي/ واي بي جي أن يتحول إلى فاعل شرعي، بيد أن تركيا لم تغضّ الطرف عن هذا الوضع، واختارت طريق مجابهة تنظيمَي داعش وبي كي كي/واي بي جي الإرهابيين على الأرض عبر عمليات عسكرية، مثل عمليات درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام.

واصل العالم الغربي بزعامة الولايات المتحدة دعمه لتنظيم بي كي كي/واي بي جي رغم العمليات العسكرية التي شنتها تركيا. ولأجل تأسيس إدارة نظامية في المنطقة قدمت هذه القوى دعمًا لم يقتصر على المجال العسكري فحسب بل امتد ليشمل حقولًا مدنية أيضًا. في هذا السياق تمخضت المحاولات التي جرى الإعلان عنها في الماضي لتأسيس حكم ذاتي عن بروز بنية جامعة تحت اسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عام 2018م. يكشف اسم التنظيم المذكور، بما لا يدع مجالًا للشك، أهداف تنظيم بي كي كي/واي بي جي في سوريا. ولكن على الرغم من وجود هذه الإدارة، إلا أن بي كي كي/واي بي جي يحافظ على هويته بوصفه تنظيمًا إرهابيًّا. يواصل هذا التنظيم الإرهابي ارتكاب العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومنها تجنيد الأطفال والتهجير القسري والإعدامات الميدانية ومصادرة الأملاك. يتناول هذا التقرير مسار تحول تنظيم بي كي كي من اسم بي واي دي إلى قوات سوريا الديمقراطية، ثم إلى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وتوسعه في الساحة السورية، ومحاولاته لتأسيس حكم ذاتي وجهوده لتصميم الإدارة الذاتية. تُعَدّ هذه الدراسة من هذه الناحية ثمرة جهد مضن لفهم تنظيم بي كي كي/واي بي وتحليله. علاوة على ذلك، تمثل الدراسة أحد أهم البحوث الرائدة في الأدبيات ذات الصلة.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...