صدر كتاب "حزب العدالة والتنمية وتحوّل تركيا" الذي بين أيدينا عن مركز سيتا للدراسات، وهو أكبر مراكز البحوث والدراسات في تركيا، والكتاب من تحرير كل من نبي ميش وعبد الرحمن بابا جان وبرهان الدين دوران، ويتميز هؤلاء الباحثون بمعاصرتهم عن قرب تجربة حزب العدالة والتنمية واطلاعهم على تجاربها كافة منذ بدايتها، وهذا يعطي الكتاب ميزة مهمّة. نُشِر الكتاب في مجلدين في ديسمبر 2022م.
للقارئ الكريم أن يتخيل أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن لتركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية الأميركي بعد سنتين من وصوله لموقع وزير الخارجية، علما أن أسلافه في وزارة الخارجية التركية زاروا أنقرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من وصولهم للموقع.
إن الناظر إلى التعامل الأولي لكارثة من هذا النوع، يمكن أن يقف على الكثير من الدروس التي ينبغي تعلمها خاصة أنه بات معلوما أن المنطقة تقع فوق خطوط صدع زلزالية يمكن أن تتحرك مرة أخرى متسببة في زلازل وفق ما يقول خبراء الجيولوجيا.
تناول هذا الكتاب تحت عنوان: “تركيا والطاقة في شرق المتوسط الحاضر والمستقبل”، من خلال جملة من الدراسات المعمقة دور تركيا وسياستها وبحثها عن الطاقة في شرق المتوسط بالإضافة إلى دراسة بعض المواقف الإقليمية بشكل تحليلي من خلال عدة أبعاد منها السياسة والتاريخ والأمن والحدود البحرية والتنافس الدولي والتنافس العسكري، الحقوق القانونية والبعد الاقتصادي، ويتناول الكتاب الذي بين أيدينا تأصيلا لصراع القوى في شرق البحر المتوسط تاريخيًّا ووقوفا عند الاتفاق البحري بين تركيا وليبيا بالإضافة إلى قضية قبرص كقضية لا زالت تحتاج لحل في قلب شرق المتوسط. من المعلوم أن تركيا قد تحركت في المنطقة في إطار الحقوق التي تمنحها لها القوانين الدولية، وتعد تركيا نفسها شريكا لاغنى عنه من أجل استخراج موارد الطاقة من شرق البحر المتوسط بشكل سلسٍ، ومن أجل إيصالها إلى الأسواق العالمية بأكثر الطرق اقتصادية. وتعتقد القيادة التركية أن المبادرات التي تعمل على إقصاء تركيا ستؤخّر من وصول هذه الموارد إلى اقتصادات العالم، وستزيد التوتر في المنطقة. لا تريد أنقرة أن تكون موارد الطاقة في شرق البحر المتوسط سببًا في خلق النزاعات، بل ترى ضرورة تحويلها إلى أداٍة للتعاون.
يبحث هذا الكتاب تطور العلاقة بين تركيا وقطر التي تتميز علاقتهما عن بقية العلاقات بين العناصر الإقليمية. وقد أدت تطورات النظام الدولي والإقليمي إلى فتح المجال للدولتين للتقارب كما تعزز ذلك بتصورات الزعماء، وتطورت العلاقة من انسجام في بعض السياسات الخارجية إلى تعاون ثم إلى شراكة استراتيجية، تسير نحو شراكة استراتيجية شاملة انعكست على العديد من المجالات. ويساهم التعاون في زيادة تأمينهما ويرفع إمكانية تأثيرهما الإقليمي ودرجة الاستقلالية لديهما في تعاملهما مع بقية القوى. يتميز الكتاب ببحث العلاقة من منظور القوة ومن خال النظرية الواقعية النيوكلاسيكية، دون اختزال العلاقة في العنصر الأيديولوجي أو المصلحي، ونظرا لاختلاف تصنيف قوّتيهما فقد استفاد البلدان من الإمكانات التي يفتقدها كل بلد، وتوجد لدى شريكه في المجالات العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية بشكل تكاملي، وقد بيّنت العديد من الأزمات التي وقعت بعد 2013 إلى وقوف الدولتين مع بعضهما البعض بشكل قوي.
يتكون الكتاب من 4 فصول وخاتمة، ويتناول الفصل الأول عدة موضوعات، مثل إخفاق المجتمع الدولي في دعم التنمية، ووباء كوفيد-19، وسياسات تركيا الإنسانية، بينما يتناول الفصل الثاني الإخفاق في المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة، والناتو، ومنظمة الصحة العالمية، ومقترحات تركيا للإصلاح في هذه المنظمات.
ويركز الفصل الثالث على الصراعات الدائرة في العالم، حيث تناول الكاتب صراعات عديدة، مثل قضية قبرص، وسوريا، والعراق، وليبيا، وفي الفصل الرابع تناول الكاتب بضع مسائل، مثل تصاعد القومية، والشعبوية، والإسلاموفوبيا التي أطلق عليها اسم سرطان القرن الواحد والعشرين.
يقدم كتاب "النظام الرئاسي والتحول السياسي في تركيا" من تحرير كل من برهان الدين ضوران ونبي ميش ومحمود الرنتيسي صورة للنظام الرئاسي في تركيا من أوجه عدة من خلال مساهمة مجموعة من الأكاديميين والكتاب.
تتناول الدراسة الحالية الموقف التركي من مشروع صفقة القرن الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وجعل التطبيع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي وعدد من الدول العربية علنيا وتقف الدراسة على مجموعة من الخطوات السياسية والدبلوماسية والعملية التي قامت بها تركيا في مواجهة عدد من ملامح الصفقة التي تم الحديث عنها من أكثر من مصدر سياسي ومنها الأعمال التي تقوم بها الإدارة الأمريكية في القدس من قبيل نقل السفارة والضغوط على السلطة الفلسطينية ودعم الخطوات الاحتلالية في فلسطين.
يسلط الكتاب الصادر عن مركز ستا للدراسات في عام 2016 الضوء على حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، في محاولة لفهمه وتحليل دوره، وهو يسد فراغًا كبيرًا بالنظر إلى قلة المراجع العلمية عن حزب الاتحاد الديمقراطي، ولاسيّما باللغة التركية، حيث يُعتقد ان هذا الكتاب هو الوحيد الذي يتناول الموضوع باللغة التركيو، وهو ما يشير إلى وجود حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات والبحوث.
ينطلق الباحث عماد يوسف في كتابه بشكل أساسي من دراسة النظريات الجيوبولتيكية، استنادًا إلى عدة نقاط تعتمد عليها الاستراتيجية التركية، هي: "الأهمية المركزية"، و"المجال الحيوي"، و"الحزام المحيط"، و"منطقة حوض شمال الأطلسي"، وكلها مقاربات مبنية علىي نظريات وأفكار جيوبولتيكية؛ لتحقيق رؤى تركية طموحة بان تصبح قوة إقليمية كبرى مؤثرة في المناطق المجاورة، وصاحبة دور فاعل في الساحة الدولية.