ناقشت هذه الدراسة المعايير الأساسية والفرعية للتغيير والتحول في السياسة الخارجية التركية خلال عهد حكومات حزب العدالة والتنمية، من خلال الوقوف على أبعاد السياسة الداخلية المنعكسة على السياسة الخارجية، وأحداث السياسة الخارجية المهمة. كما تناولت الدراسة الجهات الفاعلة والمؤسسات الجديدة الفاعلة في السياسة الخارجية التركية وأنشطتها في سياق القوة الصلبة والناعمة. وناقشت كذلك القضايا الجديدة ومجالات الاهتمام والانفتاح الجغرافي في السياسة الخارجية.
استجابت أكثر من 100 دولة بشكل إيجابي لنداء تركيا للمساعدة وعرضت المساعدة. أرسلت بعض الدول فرق البحث والإنقاذ، بينما أرسلت دول أخرى مساعدات مالية وعينية.
يركز هذا البحث على سياسة تركيا نحو الثورات العربية حيث يناقش الجزء الأول من
البحث على سياسة تركيا تجاه العالم العربي في مرحلة ما قبل الثورات العربية مع إعطاء أولوية أكثر
لفترة ما بعد وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا عام 2003 . أما الجزء الثاني من البحث
- فيتناول بالدراسة العلاقات التركية -العربية في مرحلة صعود الثورات العربية أي بين عامي 2011
2013 ثم مرحلة صعود الثورة المضادة بعد عام 2013 . سنناقش بعد ذلك الانقلاب العسكري في
مصر والمحاولة الانقلابية في تركيا وتفاعلات كل منهما مع التغييرات في السياسة العالمية.
تناقش هذه الدراسة سياسات محور الإمارات والسعودية ضد الحركات الديمقراطية في العالم العربي، وبخاصة ضد الحكومة الشرعية في ليبيا، وهي سياسات برزت بعد وصول الجماعات المقرّبة من جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي، وقد أدى تدخل الجهات الخارجية إلى تفشي عدم الاستقرار السياسي في البلاد. تتّبع الإمارات والسعودية اللتان تدافعان عن استمرار النظام الإقليمي القديم القائم على النموذج الاستبدادي- سياسة تدخّلية ضد الحكومة الشرعية في ليبيا، وتقدّم هاتان الدولتان كل أنواع الدعم المالي والعسكري والسياسي والدبلوماسي إلى الفاعل غير الشرعي خليفة حفتر؛ بسبب مخاوفهما بشأن تغيير النظام، والتطورات الإيديولوجية.
تحاول هذه الدراسة تفسير سلوك السياسة الخارجية في عهد العدالة والتنمية من خلال النظر في العوامل الداخلية والخارجية، وترى أن حزب العدالة والتنمية أعاد هيكلة السياسة الخارجية, وقد أثّرت في ذلك عدة عوامل، هي: القيادة السياسية، والهوية التي حدّدتها للدولة، والأثر المتزايد للفاعلين الدوليين العابرين للحدود، إضافة إلى التطورات الإقليمية.