تتناول هذه الورقة حيثيات الكارثة المناخية التي حلّت بليبيا في شهر أيلول (سبتمبر) سنة 2023، وما نتج عنها من سيول وفيضانات أحدثت دمارًا غير مسبوق، تجاوزت ارتداداتها البعد الإنساني المحض لتمتد إلى أبعاد سوسيوسياسية لا تزال تبعاتها تنكشف يومًا بعد يوم. تكشف الدراسة عن المستويات المتعددة لآثار الحدث المدويّ سواء الإنساني منها أم الاقتصادي أم الخدمي وفق منظور سياسي. هذا المنظورالذي بيّن جذور الأزمة وما يتعلق بها بغياب الحوكمة، الذي لولاه ما كانت نتائج الإعصار لتكون بهذه الكارثية. كما أن ما أسفرت عنه هذه الحادثة من تفاعلات سياسية تجاوزت المستوى المحلي، لتتعداه إلى مستويات إقليمية ودولية كانت تركيا أحد أبرز عناصرها.