تتناول الدراسة الحالية آفاق العلاقات التركية العراقية في ظل جملة من الملفات الثنائية منها
الأمن الاقتصاد والطاقة والمياه في مواجهة مجموعة من التحديات في مرحلة تاريخية مهمة، وترى
الدراسة أن هنالك فرصة حقيقية في الوقت الحاضر لنقل العلاقات بين البلدين إلى مسارات متقدمة
وخطوات إستراتيجية في التعاون، بخاصة في المجالين الاقتصادي والأمني. فبرغم تعقيدات الأوضاع
الدولية والإقليمية الحالية، واتسامها بعدم الاستقرار، إلا أنها ربما تكون فرصة لتحويل العوامل التي
تضعف العلاقات العراقية-التركية إلى عوامل قوة لتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين وشعبيهما.
يتفق جميع المراقبين للشأن التركي على أن تفاعلات محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي حدثت في 15 تموز/يوليو 2016 أنتجت توجّهات ومسارات جديدة في السياسة الخارجية التركية، وقد أثرت انعكاسات هذا الانقلاب بعمق في طبيعة علاقات تركيا الخارجية، ومن ضمنها العلاقات العراقية_التركية. تهدف هذه الدراسة إلى بيان انعكاسات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا التي حدثت في تموز/يوليو 2016 على العلاقات العراقية_التركية من خلال ثلاثة محاور: أولها بيان طبيعة العلاقات بين البلدين قبيل محاولة الانقلاب، وثانيهما ردود الأفعال والمواقف العراقية تجاه هذا الانقلاب الفاشل، بينما تضمن المحور الثالث طبيعة العلاقات بين البلدين بعد محاولة الانقلاب.