بعد هيمنة التوتر على العلاقات المصرية التركية خلال السنوات الماضية، ثمة تحوّل
إيجابي أخذ في التشكل. تحلّل هذه الورقة تطورات العلاقة من وجهة نظر مصر، وفي سياق
أولويات السياسة الخارجية المصرية منذ 2014 : مناهضة الإسلام السياسي، التصدّي لمساعي
تغيير الوضع الإقليمي الراهن، واستعادة مكانة مصر الإقليمية. وتجادل الورقة بأن هذه الأولويات
تصطدم مع الصعود التركي، وهذا يجعل التنافس الجيوسياسي بين البلدين أمرًا لا مفرّ منه. وبينما
يحقّق تطبيع العلاقات مكاسب مشتركة، فإن مصر لن تتخلى عن التزاماتها تجاه حلفائها المناهضين
لتركيا، والأرجح هو بناء علاقة عمل براغماتية تخدم مصالح تكتيكية، ولا تسعى إلى بناء شراكة
إستراتيجية، أو اقتسام النفوذ الإقليمي.
المتأمل في حصاد برنامج المساعدات الأمريكية لمصر لا يتردد في التسليم بأنه أقرب إلى (اتفاق تعاون) من كونه "مساعدات"؛ فما حصدته الولايات المتحدة من مكاسب اقتصادية وأمنية واستراتيجية _وهي الأهم_ يفوق بكثير أي استفادة اقتصادية جزئية وظرفية نالتها مصر في المقابل.
من غير الممكن الحديث عن التيار السلفي ككيان واحد غير متنوع، لذا يرصد الباحث عدة سلفيات، حيث "هناك سلفية جهادية تبنت خطا في مجال التكفير أو التفجير، هنالك سلفية اجتهادية زاوجت بين المقاصد والنصوص، بين الأصل والعصر. وهنالك سلفية اعتبرت نفسها امتدادا لمدرسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب".