أظهرت مذبحة المسجديْن في مدينة كرايستشيرتش بنيوزيلندا الدور الخطير والقاتل لبعض الخطابات، مجددًا، وتأثيرها الخيف في تغذية التطرف، وتوفير ذرائع دعائية للفتك بالبشر. وقد سجلت خطابات الإسلاموفوبيا المتطرفة في السابق صعودًا ملحوظًا في دول أوروبية وغربية، متذرعة أحيانًا بحرية التعبير، وهو ما أثار نقاشًا عن هذه الحرية وعن "القيم الأوروبية" عمومًا كما تجلى في محطات زمنية عدة. فهل سيستمر خطاب ازدراء الإسلام والمسلمين وتشويههم والتخريض ضدهم؛ بحجة حرية التعبير حتى بعد أن اتضحت جوانب من دورها في انتهاكات متعاقبة، ومنها الجريمة الإرهابية في المسجدين بكرايستشرتش التي رآها كل العالم؟ وهل تَقوى التشريعات المحلية والخيارات القانونية والوثائق الدولية على لجم حُمّى الازدراء والكراهية والتحريض العنصري؛ ومن ذلك ما يستهدف المسلمين؟
تحاول هذه الورقة معالجة قضية (التهجير)، بوصفها إحدى القضايا المستعضية عالميًا، حيث تقف على أسباب (التهجير) المنهجية، والقضايا التي تعبّر عنه، كالصراع على الأصول والموارد... وترى الورقة أن بعض المعالجات التي تحاول حل معضلة التهجير تسهم في مفاقمة المعضلة، من خلال تطبيق مقولات، مثل إحلال السلام بطريقة تؤدي إلى تكريس حالة توزيع سكاني مترتبة على التهجير والإحلال. وترى الورقة كذلك أن التسويات التي تتجاوز قضية المهجّرين مشكوك في توافقها مع معايير العدالة والحقوق؛ لذا يرى الباحث أن التعامل مع مسألة التهجير يجب أن يكون في عدة مستويات: استباقي ومتزامن واحتوائي.