تُقدّم هذه الورقة قراءةً في التوازنات القائمة التّي أنتجها الحِراك في الجزائر بعد انتهاء حقبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وتُحدّد مراكز القوة الجديدة، وتُشخّص معالم الوضع الانتقالي الاستثنائي الذّي تعيشه البلاد منذ الثاني والعشرين من فبراير 2019 ثم تسعى الورقة إلى إنضاج رؤية جيوبوليتيكية جديدة للبلاد، تحاول فيها تحديد أبرز نقاط القوة الكامنة التّي تتميّز بها الجزائر، وأسهم الحراك في كشفها وتحريرها، محاوِلةً هنا الاستثمار في مُخرجات هذا الحراك الحضاري التاريخي؛ لأجل بناء دولة قويّة ذات سيادة متحرّرة داخليًّا، ومؤثّرة ذات إشعاع خارجي على المستوين الإقليمي والدولي على حدّ سواء، مستعينةً في هذه المهمّة بما يقدّمه حقلا الجيوبوليتيك والعلاقات الدولية من تبصّرات نظرية.