ملخَّص: تُعَدّ الجماعات الدينية في اليمن ضمن الجماعات الفكرية العابرة للحدود السياسية والجغرافية، وقد شُكِّلت في ظلِّ عوامل تاريخية تختلف عن واقع الدول القُطرية الحديثة اليوم، وهي ترتبط مع مثيلاتها في العالمين العربي والإسلامي. وعليه، فهذه الجماعات الدينية تخضع لعوامل ومؤثِّرات محلِّية، وعوامل ومؤثِّرات خارجية، وهذا بدوره يجعل مِن المهم تقييم أفكارها ومواقفها مِن قضايا السيادة والاستقلال. هذه الورقة تناقش طبيعة رؤى وأفكار هذه الجماعات الدينية اليمنية للقضايا المتعلِّقة بالسيادة والاستقلال، وتحلِّل سياساتها ومواقفها تجاه هذه القضايا؛ لفهم طبيعة الأدوار التي تقوم بها. اعتمدت الورقة منهجًا وصفيًّا وتحليليًّا، مع منهج مقارن فيما بينها، في قراءة تلك الأفكار والمواقف منذ 1962م حتَّى 2024م.
Abstract: Religious groups in Yemen are among the intellectual groups that transcend political and geographical borders. They were formed under historical factors different from those of the modern nation-state and are connected to their counterparts in the Arab and Islamic worlds. Accordingly, these religious groups are subject to local factors and influences, as well as external ones, which makes it important to evaluate their ideas and positions on issues of sovereignty and independence. This paper discusses the nature of the visions and ideas of these Yemeni religious groups regarding sovereignty and independence and analyzes their policies and positions toward these issues to understand the roles they play. The paper adopts a descriptive and analytical approach, along with a comparative method, in examining these ideas and positions from 1962 to 2024.
في الذِّكرى السَّابعة لقيام عملية "عاصفة الحزم" العسكرية، بقيادة السُّعودية، وتحت مظلَّة "التَّحالف العربي"، وبعد مرور أكثر مِن ثماني سنوات على اندلاع الحرب، في 26 مارس 2015م، في سبيل استعادة السُّلطة "الشَّرعية"- باتت جدوى حرب "التَّحالف" مسألة مطروحة للنِّقاش، مِن قبل أطراف محلِّية وإقليمية ودولية، خاصَّة في ظلِّ إخفاق الأطراف المتصارعة مِن تحقيق حسم عسكري لمصلحتها، وبقاء اليمن ممزَّقًا إلى عدَّة مناطق تحكمها مليشيا متمرِّدة على الدَّولة، مع انهيار بنية الدَّولة إلَّا في رمزيتها "الشَّرعية" المعترف بها دوليًّا، التي كان يمثِّلها سابقًا الرَّئيس عبدربِّه منصور هادي، ويمثِّلها اليوم مجلس قيادة رئاسي مكوَّن مِن ثمانية أشخاص، يرأس غالب أعضائه تشكيلات مسلَّحة متنازعة فيما بينها.
هذه الورقة تناقش مدى جدوى الحرب في اليمن، بالنِّسبة للأطراف المحلِّية والإقليمية والدّولية، وتحقيقها لأهدافها وأجنداتها، خلال ثماني السنوات المنصرمة؛ وتحاول الإجابة عن مدى اقتناع تلك الأطراف بما تحقَّق لها وإمكانية ذهابها لتسوية سياسية.
شهدت صنعاء، عام 2014م، انقلابًا على السُّلطة «الشرعية» أدَّى إلى قيام «تحالف عربي»، بقيادة السُّعودية، للتَّدخُّل عسكريًّا في اليمن، في 26 مارس 2015م، ومنذ ذلك الحين باتت اليمن ساحة للصِّراع المحلِّي والإقليمي متعدِّد الأطراف. تحاول هذه الورقة إعطاء لمحة عامَّة عن الواقع الرَّاهن على الصَّعيد السَّياسي، والاقتصادي، والاجتماعي والتَّعليمي والثَّقافي، والعسكري والأمني، لإضاح آثار الحرب القائمة في مناحي الحياة المختلفة، وتقديم سيناريوهات مستقبلية محتملة للأزمة اليمنية، استنادًا إلى تلك المعطيات وإلى تحليل واقع الأطراف المحلِّية، التي بات معظمها أداة للقوى الإقليمية والدّولية المتدخِّلة.