الملخّص:
تناولت هذه الدراسة من نظرة إستراتيجية موضوع المهدِّدات الداخلية والخارجية للأمن القومي في جمهورية السودان التي تُعَدّ من أهم الأقطار في القرن الإفريقي والعالم العربي، إذ يعيش السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لما يحدث فيه من تطورات بعد تغير النظام السياسي السابق بثورة شعبية أطاحت بحكم المشير عمر حسن أحمد البشير في عام 2019م. حالة عدم الاستقرار المعقدة التي يعانيها السودان حاليًّا جعلت مسألة الوقف على التجربة السودانية بجوانبها المختلفة، وبخاصة الجانب الأمني منها أمرًا في غاية الأهمية؛ لأنه من الصعب بدون استقرار أمني تحقيق أي استقرار سياسي أو نهضة اقتصادية على المدى القريب في السودان. هذا على المستوى الداخلي، أمّا على المستوى الخارجي فكما أنّ لأمن السودان واستقراره تأثيرات إيجابية في المنطقة، فإن أي حالة من عدم الاستقرار في هذه الدولة صاحبة العمق الإستراتيجي ستشكل تهديدًا لأمن دول المنطقة الأخرى واستقرارها.
Abstract:
This study deals with the issue of internal and external threats to national security from a strategic point of view, for the Republic of Sudan, which is considered one of the most important countries in the Horn of Africa and the Arab world. Sudan is living in a state of political, security and economic instability due to the developments that took place after the change of the previous political regime with a popular revolution that overthrew the rule of Field Marshal Omar Hasan Ahmed ALBASHEER in 2019. The complex state of instability that Sudan is currently experiencing makes the issue of stopping the Sudanese experience in its various aspects, especially the security aspect, extremely important. Without security stability, it is difficult to achieve any political stability or economic renaissance in the short term in Sudan. This is on the internal level, but on the external level, just as Sudan's security and stability have positive effects on the region, any instability in this strategic country will pose a threat to the security and stability of other countries in the region.
تناولت هذه الورقة تجربة حُكم الحركة الإسلامية في السودان بقيادة الدكتور حسن
عبدالله الترابي بوصفه أبًا للفكرة، والمشير عمر حسن أحمد البشير بوصفه قائدًا للسلطة، وهي
التجربة التي حَظيت بأطول مدة للبقاء على رأس السلطة في السودان منذ استقلاله في الأول
من يناير 1956 م، وهي الأكثر تأثيرًا في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية في
المجتمع السوداني. كذلك وقفت الورقة على الظروف التي مهّدت لوصول الحركة الإسلامية
إلى سدة الحكم، ومواقف الدكتور حسن عبد الله الترابي بوصفه شخصية بارزة أدّت دورًا مهمًّا
في مسيرتها. إضافة إلى المؤثّرات الفكرية والمعضلات العملية التي واجهتها، وخلافاتها الداخلية
وإخفاقاتها. وأخيرًا تناول الباحث في الورقة الجوانب الإيجابية للتجربة.