تتناول هذه الدراسة مساعي تنظيمَي حزب العمال الكردستاني (بي كي كي PKK) ووحدات حماية الشعب (واي بي جي YPG) لإقامة دولة شمال سوريا من خلال الاستفادة من الفراغ الذي حصل في المنطقة بعد 2011م، والدعم الذي حصل عليه التنظيمان من الولايات المتحدة بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من المنطقة. ترى الدراسة أن تركيا تحتاج إلى مواصلة العمليات العسكرية بشكل شامل من أجل تجريد التنظيمين الإرهابيين من الأراضي التي يسيطران عليها في سوريا. لذا لا بد من تحرير شمال طريق M4 حيث تركز المنظّمتان قوتهما، خصوصًا في مناطق مثل مدينتَي عين العرب والقامشلي.
يمكن تقييم العواقب المهمة للغزو الروسي لأوكرانيا على سوريا تحت ثلاثة عناوين: من الناحية العسكرية، سيميل ميزان القوى نسبيًّا ضد روسيا وحلفائها. ومن الناحية الاقتصادية، سيزداد الضغط الاقتصادي على النظام السوري يومًا بعد يوم. ومن الناحية السياسية، ستتحول جهود نظام الأسد لكسب الشرعية الدولية إلى حلم فارغ. وسيتعزّز موقف تركيا والمعارضة الشرعية التي تعمل معها في سوريا. من جهة أخرى، يمكن التنبؤ بأن إيران ستحاول سد الفجوة التي يخلفها تراجع اهتمام روسيا بسوريا في ظل هيمنة النتائج المذكورة آنفًا مع طول أمد الحرب. وهذا يعني انخراطًا أكبر لـ"إسرائيل" ودول الخليج في المعادلة السورية. وفي هذا سياق هذا المستوى الجيوسياسي الجديد الذي أنشأه الاحتلال الروسي لأوكرانيا؛ فإنّ تركيا ينتظرها دور أكبر، وفرص مهمّة في السياسة السورية.