إلى أيّ مدى تتوافق الإستراتيجية الكبرى لتركيا مع إستراتيجيات القوى العظمى العالمية؟ تلخّص هذه الدراسة مبادئ الإستراتيجية الكبرى لتركيا بإيجاز من وجهة نظر وصفية ومعيارية، ثم تنتقل بعد ذلك لتحدد وتقارن بين الإستراتيجيات الكبرى للقوى العظمى الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ففي حين ثمة بعض الصراعات الواضحة للعيان بين تركيا والوكلاء الفرنسيين والروس والأمريكان في سوريا وليبيا والقوقاز، فإنّه بالمقابل لا توجد صراعات عسكرية بين تركيا والوكلاء البريطانيين. كما تتخذ الصين أيضًا موقفًا مضادًّا لتركيا في العديد من النزاعات الدولية، من ذلك الحرب في سوريا، ويضيف الاضطهاد البالغ للمسلمين الأويغور الترك في شينغيانغ بعدًا آخر للنزاعات الصينية-التركية الكامنة. ويخلص البحث إلى أن الإستراتيجية التركية الكبرى تبدو أكثر توافقًا أو أقل تعارضًا مع الإستراتيجية البريطانية الكبرى، تتلوها الإستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية من بين الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بينما تبدو الإستراتيجيات التركية والفرنسية والروسية على وجه التحديد في حالة تعارض.