يتناول هذا البحث المشهد السياسيّ التونسيّ مع اقتراب الثورة التونسيّة من إتمام عامها التاسع، وقد جرت في هذه المدّة أربعة انتخابات (2011: المجلس الوطنيّ التأسيسيّ، و2014: تشريعيّة ورئاسيّة؛ و2018: بلديّة؛ و2019: تشريعيّة ورئاسيّة) أسهمت في تأسيس تجربة ديمقراطيّة، وتشكيل مشهد سياسيّ متنوّع متقلّب قطع سكون الاستبداد. وقد فاز في الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة أستاذ القانون الدستوريّ قيس سعيّد، وجاء به إلى المنصب من خارج الأحزاب تدبيرٌ هادئ منه، وآمال شعبيّةٌ عريضةٌ. وشكّلت الانتخابات التشريعيّة برلمانًا متنوّع الأحزاب والاتّجاهات، ليس فيه لأيٍّ منها أغلبيّة.