اكتسبت العلاقات التركية السعودية زخمًا عام 2002 بوصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في هذا العام، ومع اندلاع الانتفاضات الشعبية في العديد من الدول العربية عام 2011 تركّز الطرفان في معسكرين إقليمين مختلفين، وقد أدى هذا إلى تعزيز التنافس بين البلدين. وقد عادت العلاقات بين البلدين إلى نقطة الصفر مع اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده عام 2018. وقد عاد الحوار بين البلدين عام 2021 مع وقوع بعض التغيرات الإقليمية والعالمية. تجادل هذه الدراسة بأن التعاون بين المؤسسات والمنظمات سيكون أكثر فعالية في دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام من العلاقات بين القادة.
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل سياسات ثلاث دول خليجية، هي: الإمارات وقطر والسعودية تجاه أفغانستان. وتجادل الدراسة بأن لدى كل من السعودية والإمارات تخوفات؛ أهمها التقارب بين طالبان وإيران، وموجات اللجوء المحتملة من أفغانستان. توصّلت الدراسة إلى أنّ احتمالية أن يمنح استيلاء طالبان على الحكم دفعة لحركات الإسلام السياسي تمثّل مصدر إزعاج لأبو ظبي، في حين تخشى الرياض من تهديد طالبان لأمن نظامها الداخلي، أو تحدّي مكانتها المميزة في العالم الإسلامي. أما عن قطر؛ فتجادل الدراسة بأنها اللاعب الخليجي الأكثر فعالية على الساحة الأفغانية؛ بفضل دور الوساطة الذي تؤدّيه بين الولايات المتحدة وطالبان منذ عام 2013. وعلى الرغم من اختلاف تخوفات كل لاعب، إلا أن القاسم المشترك بين اللاعبين الثلاثة هو اتباعهم سياسة براغماتية حذرة، بحيث يسعى كل لاعب إلى عدم ترك المجال فارغًا لمنافسيه، وفي الوقت نفسه لا يتسرع في إقامة علاقات قوية مع طالبان.