رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


قراءة في قرار الهند إلغاء الوضع الخاص بكشمير

على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان مثّل إقليم كشمير بؤرة ملتهبة في منطقة حسّاسة من العالم، وكان سببًا لصراع بين كل من الهند والصين وباكستان، أدّى إلى حروب عديدة، وجرّ المنطقة إلى سباق في التسلّح، بدّد طاقات هذه المنطقة التي نُكِبت بالاستعمار دهرًا طويلًا، وجعل التنمية فيها أمرًا عسيرًا، فالإقليم الذي تقتسمه الدول الثلاث جرى تجاهل رغبات أهله بتقرير مصيرهم، وكان آخر خطوة في هذا الاتجاه قيام الهند في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتقسيم الإقليم، وإلغاء المادة 370 في الدستور الهندي التي تكفل للإقليم وضعًا خاصًّا منذ أكثر من نصف قرن، من دون الرجوع إلى الكشميريين، وفرض إغلاقًا تامًّا للإقليم، وزجّ بالسياسيين الكشميريين في السجون، معطّلًا الحياة السياسية، وهو ما يمكن أن يدخل الإقليم في حالة من التوتر غير المسبوق.

قراءة في قرار الهند إلغاء الوضع الخاص بكشمير

مقدمة

تحاول هذه الورقة فهمَ الخلفيات والدوافع الكامنة وراء قرار الحكومة الهندية إلغاء المادة 370 من الدستور الهندي، التي كفلت وضعًا خاصًّا لولاية جامو وكشمير، وفهمَ التفاعلات الدولية تجاهه، وتأثيرَ ذلك في مستقبل الهند والولاية بشكل خاص، والسعيَ إلى استشراف الآثار المترتبة على ذلك، خصوصًا ما يتعلق بكشمير وعلاقة الهند بباكستان، مع محاولة ربط هذه الدوافع بالخلفيات المحلية والدولية، متتبعة السياق التاريخي للأحداث، وترابطها مع القرار.

الموقع الجغرافي

الحدود

تقع كشمير في شمال غرب شبه القارة الهندية، يحدّها من الشمال الشرقي منطقة شينجيانغ  (Uygur Autonomous Region of Xinjiang) ومن الشرق منطقة التبت وكلتاهما تحت الحكم الصيني. أمّا من الجنوب فتحدّها ولايتا هيماشال براديش (Himachal Pradesh) والبنجاب (Punjab) الهنديتان، ومن الغرب باكستان، ومن الشمال الغربي أفغانستان، وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة كشمير حوالي 222200كم2.


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...