تحاول هذه الورقة استطلاع أهم المواقف الداخلية والخارجية من الاتفاقية، والتنبؤ
بآثارها المستقبلية على أفغانستان والإقليم، في ظل السياسة الانسحابية التي تتبعها إدارة الرئيس
ترامب.
على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان مثّل إقليم كشمير بؤرة ملتهبة في منطقة حسّاسة من العالم، وكان سببًا لصراع بين كل من الهند والصين وباكستان، أدّى إلى حروب عديدة، وجرّ المنطقة إلى سباق في التسلّح، بدّد طاقات هذه المنطقة التي نُكِبت بالاستعمار دهرًا طويلًا، وجعل التنمية فيها أمرًا عسيرًا، فالإقليم الذي تقتسمه الدول الثلاث جرى تجاهل رغبات أهله بتقرير مصيرهم، وكان آخر خطوة في هذا الاتجاه قيام الهند في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بتقسيم الإقليم، وإلغاء المادة 370 في الدستور الهندي التي تكفل للإقليم وضعًا خاصًّا منذ أكثر من نصف قرن، من دون الرجوع إلى الكشميريين، وفرض إغلاقًا تامًّا للإقليم، وزجّ بالسياسيين الكشميريين في السجون، معطّلًا الحياة السياسية، وهو ما يمكن أن يدخل الإقليم في حالة من التوتر غير المسبوق.