نتواضع أمام الحقيقة الماثلة في غموضها -حيث تتخفى المعطيات خلف سرعة الأحداث وصمت الفاعلين إلا نزرًا يسيرًا- لنقول إن الحديث عن تجربة الإسلام السياسي في المغرب العربي ليس في متناول اليد، بل إن الظاهرة من التعقيد بحيث تحمل التحليل في اتجاهات متضاربة أحيانًا. خمسة بلدان شهدت تجارب مختلفة منذ تشكلها دو حديثة، غير أن الاضطهاد السياسي والأمني هو الجامع بين التجارب الخمس، فقد عرف فيها الإسلام السياسي القمع والسجون والمنافي، ولم يقترب من السلطة إلا مستجديًا عطفها. فلم تتضح تجربته إلا لمامًا، ولم يطور خطابه إلا ضمن هامش الدفاع عن الحريات الدنيا، وهذا ما جعله يبقى خارج الدرس السوسيولوجي فترة طويلة.
