تركز الأسئلة البحثية الأساسية للعمل على العقلية التي توجه السياسة الخارجية للبلدان غير الغربية، وكيف تنعكس هذه العقلية على مواقعها في النظام الدولي. يشير المؤلف بمفهوم ”عقلية السياسة الخارجية“ إلى التراكم الأيديولوجي والثقافي العميق الذي يشكّل فهم الدول للسياسة الخارجية، ويحاول فهم الطرق التي تدرك بها الجهات الفاعلة غير الغربية العالم. وفي هذا السياق، يبتعد المؤلف من الناحية النظرية عن النظريات الغربية الكلاسيكية مثل الواقعية والليبرالية، ويركز على النهج البنائي الذي يؤكد أن عوامل مثل الهوية والتاريخ والمعتقدات تحدّد سلوك الدول. بعبارة أخرى، يدافع المؤلف عن فكرة أن العوامل الثقافية والأيديولوجية تؤثر في السياسة الخارجية بقدر تأثير القوة الاقتصادية والعسكرية. يوضح المؤلف في كل دراسة حالة كيف شكّلت التجربة التاريخية للبلد المعني (الاستعمار، الإرث الإمبراطوري، فترة ما بعد الفصل العنصري... إلخ) وقيمه الثقافية الفريدة خياراته في السياسة الخارجية. يضيف هذا النهج بعدًا ثقافيًّا استراتيجيًّا إلى تحليل السياسة الخارجية، ويركز على الديناميات الفكرية والقيمية بدلًا من توازن القوى. من الناحية المنهجية، يقدم الكتاب مقارنة نوعية بين ثلاث دول؛ ويهدف المؤلف إلى الكشف عن الرموز الثقافية في خطاب السياسة الخارجية لهذه الدول من خلال تحليل البيانات التاريخية والخطاب السياسي.