رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

دور المرجعية الدينية في الخلاف السياسي الشيعي بعد استقالة المرجع الحائري

تتناول هذه الدراسة دور المرجعية الدينية في الخلاف السياسي الشيعي بعد استقالة المرجع كاظم الحائري، ومن المعروف أن المرجعية الدينية تمثّل دورًا مهمًّا في تاريخ العراق، وتناقش الدراسة الموضوعَ من عدة محاور، هي: مفهوم المرجعية ومراحل نشأتها، وتشظّي المرجعية بعد الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، واستقالة الحائري وعلاقتها بالخلاف السياسي الشيعي في العراق.

دور المرجعية الدينية في الخلاف السياسي الشيعي بعد استقالة المرجع الحائري

 

يُعَدّ الدين عاملًا أساسيًّا ومؤثرًا في الشعوب حول العالم، وتوجد في الأديان المختلفة على تنوعها مؤسسات دينية تنظم القواعد والتشريعات الدينية، وتكون مسؤولة عن شرحها أيضًا، فالمسلمون بتنوعهم، والمسيحيون واليهود، فضلًا عن أصحاب الديانات غير الإبراهيمية- جميعهم يملكون مؤسساتهم الدينية الخاصة بهم، وعادةً ما يكون للمؤسسات الدينية دور في العمل السياسي، فتؤثر في القرارات السياسية، أو تقود بعض المجتمعات نتيجة اتّباع الناس لها، واستماعهم لنصائحها.

ومن هنا تمثّل المرجعية الدينية بالنسبة للمسلمين من مذهب الشيعة الإمامية أساسًا فقهيًّا يُرجَع إليه في الفتوى الدينية، وفي معالجة المسائل الشرعية المعروفة بالمسائل المستحدثة التي تنسجم مع السلوك الاجتماعي الذي تعيشه المجتمعات الإسلامية الحديثة، وتنبثق المرجعية الدينية برجالاتها من مدارس دينية تعرف بالحَوزة العلمية التي يتخرج منها فقهاء ورجال الدين المؤهلون للفتوى.

وقد كانت للمرجعية الدينية بالإضافة إلى دورها الديني مواقف سياسية مؤثرة في تاريخ العراق في القرن العشرين، تمثلت في الدعوة إلى مقاومة الاحتلال البريطاني ومساندة الدولة العثمانية، وفي تصادم بعض رجالاتها مع السلطات العراقية في النظام السابق، الا أنها وبعد 2003 كان لها موقف في رفض الاحتلال، ودعم عملية تأسيس نظام سياسي جديد، فضلًا عن فتواها الشهيرة في الدعوة إلى الجهاد الكفائي ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وقد أدت الخلافات السياسية بين القوى السياسية الشيعية إلى أن تكون المرجعية طرفًا في ذلك، نتيجة لاختلاف تبعية القوى السياسية المختلفة لمرجعيات متعددة؛ لذلك سيناقش هذا البحث مفهوم المرجعية الدينية ومراحل نشأتها وحالة انقسامها، فضلًا عن تأثير هذا الانقسام في الصراع بين القوى السياسية الشيعية في العراق، وذلك وفقًا لعدة محاور، هي: مفهوم المرجعية ومراحل نشأتها، وتشظي المرجعية بعد الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، واستقالة الحائري وعلاقتها بالخلاف السياسي الشيعي في العراق.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...