رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

السياسة الأمريكية تجاه سورية

ملخص: تبحث هذه الدراسة مسار السياسة الخارجية الأمريكية خلال الحرب الأهلية السورية منذ 2011، مركِّزة على الإستراتيجيات العسكرية والانسحاب التدريجي. تقارن الدراسة بين نهج أوباما وترامب وبايدن، مع تسليط الضوء على التحالف مع تنظيم PKK/YPG، الذي بدأ بحجة مكافحة داعش، مع تجاهل هواجس تركيا، وأسهم في تعزيز كيان كردي شبه ذاتي. خلال عهد بايدن لم يصدر أي توجه لإسقاط النظام، وتحوّل التركيز على تغيير سلوك دمشق. أدى انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، إلى تبدلات سريعة، إذ تبع ذلك مع عودة ترامب للسلطة قرار أمريكي بالانسحاب السريع، وإغلاق قواعد عسكرية، وإنهاء التواصل مع YPG/SDF، وشراكة جديدة مع أنقرة ودول الخليج، رغم اعتراض تل أبيب. ABSTRACT: This study analyzes U.S. foreign policy throughout the syrian civil war, comparing Obama, Trump, and Biden’s approaches to military intervention and withdrawal. It highlights how the alliance with the PKK/YPG began as an anti-DEASH operation but later sidelined Turkiye’s concerns and empowered the PKK/YPG. During Biden, overthrowing Assad was not prioritized; instead, normalization with damascus was tolerated. After Assad’s abrupt collapse in december 2024 and regional shifts, Trump’s re-election brought a new strategy: rapid withdrawal, reduced engagement with the YPG/SDF, and heightened cooperation with Turkiye and Gulf states, despite İsraeli objections.

السياسة الأمريكية تجاه سورية

أصبحت الحرب الأهلية السورية، التي اندلعت في عام 2011 تحت تأثير الربيع العربي، منطقة صراع طويلة الأمد اختُبِرت فيها على أرض الواقع الحسابات الإستراتيجية للعديد من الأطراف الخارجية، ليس على الصعيد الإقليمي فقط، بل على الصعيد العالمي أيضًا. في البداية، طور البيت الأبيض معارضة خطابية لنظام الأسد، لكنه لم يتبع إستراتيجية لتغيير النظام في سورية بشكل مباشر؛ بسبب عوامل مثل أمن "إسرائيل"، والوضع الإقليمي، وطبيعة المعارضة السورية المتشرذمة، وانتشار الجماعات المتطرفة.و مع ظهور تهديد داعش في عام 2014، أعادت الولايات المتحدة تشكيل أولوياتها في سورية تحت شعار محاربة داعش، وأقامت شراكة إستراتيجية قائمة على التعاون مع حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب خلال هذه العملية.

وقد استمرت هذه الشراكة على الرغم من كل اعتراضات تركيا، وجرت محاولات لإسياغ الشرعية على هيكل حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردية من خلال إنشاء قوات سورية الديمقراطية في عام 2015. استمر هذا التعاون، الذي بدأ في عهد أوباما، واستمر على مستويات مختلفة في عهد ترامب تحت إشراف بيروقراطي- في عهد بايدن، وتطور إلى نهج دبلوماسي يهدف إلى دمج نظام الأسد مع حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردية. ومع ذلك، فإن انهيار نظام الأسد في نهاية عام 2024 جعل هذا التوجه الإستراتيجي في سورية عديم الجدوى، ودفع هذا التطور واشنطن إلى السعي للتنسيق مع أنقرة في السياسة التي شكلتها منذ فترة طويلة "على الرغم من تركيا".

يبحث هذا التحليل بشكل منهجي النقاط الفاصلة الرئيسة في سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية منذ عام 2011، وإستراتيجياتها العسكرية، والتوترات مع تركيا، والعلاقات مع حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب، والنهج الجديد الذي طورته فترة ما بعد النظام. يتناول التحليل بشكل خاص سياسات واشنطن التي تهدف إلى الانسحاب من الميدان في الفترة الجديدة بعد عام 2024، ونهج تل أبيب الأمني تجاه سورية، وعدم ارتياح "إسرائيل" للشراكة التي أقامتها الولايات المتحدة بين تركيا وسورية ودول الخليج بعد 8 ديسمبر. ويتناول كذلك مستقبل قوات حماية الشعب/قوات سورية الديمقراطية، وأهداف "إسرائيل" في إنشاء سورية لامركزية، تضم قوات حماية الشعب/قوات سورية الديمقراطية، استنادًا إلى أزمة السويداء.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...