واجهت الأمم المتحدة منذ تأسيسها مشكلات معقدة في كيفية تمثيل القارة الإفريقية، وكان في مقدمتها مسألة الاستعمار، إذ كانت الدول الأوروبية المستعمرة تترأس عمليات صنع القرار في المؤسسة العالمية المنشأة حديثًا، في وقت كان الأفارقة يكافحون فيه من أجل حمل الأمم المتحدة على الوفاء بالتزامات الانتداب، وتمهيد الطريق لتمتعهم بحريتهم، والحصول على دولهم ذات السيادة، وتحديد نظام حكمهم، وممارسة حقوقهم في نهاية المطاف في اختيار القادة الذين يقبلونهم ويحترمونهم. وقد جرى التعبير عن هذه التطلعات في الدعوات الأولى لقادة حركات التحرر الإفريقية، ونص عليها ميثاق الأمم المتحدة بوضوح، وهو ما تُرجِم في مطالب مكافحة الهيمنة الاستعمارية.
وكذلك اتّخذ المجلس الدولي لدعم حركات التحرر قرارًا آخر عام 1961 بتشكيل لجنةٍ خاصةٍ لدراسة أوضاع المناطق التي لم تتمتع بحريتها واستقلالها. ويتعلق السياق نفسه بالنضال ضد الاستعمار والنضال من أجل الحرية في عصر التحرير المضطرب.
في السنوات الأخيرة، يرى الأفارقة أن القوى الدولية تنغمس مرة أخرى في منافسة شرسة على الموارد الشحيحة في القارة الإفريقية للحفاظ على رفاهية مواطنيها وتعظيمها. في هذا المقال، سنلقي نظرة سريعة على تاريخ العلاقات بين الأمم المتحدة وإفريقيا بشأن قضايا محددة تتعلق بحل النزاعات وبناء السلام، والمساعدة في التنمية والقضاء على الفقر، ومعالجة مشكلات الهجرة غير الشرعية، والأهم من ذلك كله؛ حقّ القارة في التمثيل الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.