رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

البريكس وتركيا

كانت البريكس منظمة بارزة خاصة في فترة الأزمات الجيوسياسية الجديدة التي بدأت بالحرب الأوكرانية الروسية. ومع انعقاد قمة البريكس في جوهانسبرج عام 2023، دُعِيت ستّ دول جديدة للانضمام إلى عضوية المنظمة. ينظر الكثير إلى البريكس -منذ تأسيسها- على أنها منظمة مناهضة للغرب، أو مناهضة للدولار، ولا شك أن الحرب الأوكرانية الروسية أدّت دورًا في تصعيد المناقشات حول هذه الفكرة. من ناحية أخرى، تريد تركيا أن تصبح عضوًا في البريكس، وكانت عضوية تركيا في البريكس موضوعًا لسلسلة من المناقشات، ولاسيما بشأن مسألة تحول المحور. ومع ذلك، تظهر البحوث أن البريكس منظمة ذات شروط عضوية مرنة، وتستهدف بشكل عام الدول النامية لتكون أعضاءً جددًا. ABSTRACT BRICS has been a prominent organization especially in the period of new geopolitical crises that began with the Russian-Ukrainian war. With the BRICS summit in Johannesburg in 2023, six new countries were invited to join the organization as members. Since its establishment, BRICS has been an organization that has been discussed as an anti-Western or anti-dollar organization. The Russian-Ukrainian war has undoubtedly played a role in escalating these discussions. On the other hand, Turkey wants to become a member of BRICS and Turkey’s membership in BRICS has been the subject of a series of discussions, especially on the issue of pivotal shift. However, research shows that BRICS is an organization with flexible membership conditions and generally targets developing countries as new members.

البريكس وتركيا

جرى استخدام مصطلح BRIC أول مرة في عام 2001، قبل إنشاء BRICS، في تقرير أعده جيم أونيل، الأستاذ في جامعة مانشستر لبنك جولدمان ساكس. وفي هذا التقرير، جرت صياغة الدول الأربع التي تُعَدّ الأسرع من حيث التنمية (البرازيل، روسيا، الهند، الصين) بهذه الطريقة. ووفقًا لتوقعات أونيل، بحلول عام 2050، سيكون لدى هذه البلدان النامية القدرة على أن تصبح رائدة في النظام الاقتصادي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم اختيار تسلسل الحروف المتوافق مع الكلمة الإنجليزية brick عن طريق الصدفة. ويؤكد أن هذه الدول الأربع سيكون لها تأثير كبير في نمو الاقتصاد العالمي في المستقبل.

جرى إنشاء BRIC (باسم BRIC) في يونيو 2006 بمشاركة وزراء اقتصاد البرازيل وروسيا والهند والصين في منتدى بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF). وفي سبتمبر 2006، في أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة، عقد زعماء هذه الدول الأربع اجتماعهم الرسمي الأول، وطرحوا خطة مشتركة لتحسين التعاون في مختلف المجالات. وقد أدّى الجانب الروسي، خصوصًا الرئيس فلاديمير بوتين، دورًا نشطًا في إطلاق هذه المبادرة. منذ هذه الفترة، دخلت BRIC التاريخ لا بوصفها فكرة فقط، بل بوصفها منظمة. وعُقِد حوار منفصل بين رؤساء دول البريك وحكوماتها في مؤتمر مجموعة الثماني الذي عُقِد في اليابان في عام 2008. وخلال هذه الفترة، جرى التوصل إلى اتفاقات مبدئية بشأن عدد من القضايا الاقتصادية. عُقِدت القمة الأولى لدول البريكس في يكاترينبرج بروسيا، في 16 يونيو 2009. وكانت الدول ممثلة على مستوى رؤساء الدول: ديميتري ميدفيديف (روسيا)، ولويز إيناسيو لولا دا سيلفا (البرازيل)، ومانموهان سينغ (الهند)، وهو جينتاو (الصين). وتضمن جدول أعمال القمة الأزمة الاقتصادية العالمية والسياسة العالمية ومواصلة تطوير صيغة البريك.

تشمل الأهداف المعلنة للمنظمة بناء عالم متناغم مع قضايا الرخاء. وتتراوح مجموعة القضايا التي جرت مناقشتها في اجتماعات البريكس بين القضايا البيئية والفقر وتنمية المجتمع والمؤسسات المالية وما إلى ذلك. تغطي النقاشات جميع جوانب الحياة، ومن خلال التعاون، يأمل جميع البلدان في تعزيز مواقفها الاقتصادية والسياسية على الساحة العالمية. بشكل عام، تدعم مجموعة البريكس أيديولوجيا عالم أكثر توازنًا، ومتعددَ الأقطاب على أساس مبدأ الاتفاقيات المتعددة الأطراف. وقد أصبحت المنظمة من ضمن أهم القضايا على جداول أعمال البلدان الإفريقية.

وعلى الرغم من الأهداف التي أعلنها اتحاد البريكس، فإن تنفيذ السياسات لا يكون سلسًا دائمًا، كما أن هناك قضايا تتعرض فيها مجموعة البريكس لانتقادات جدية، أحد الانتقادات الرئيسة عدم وجود لوائح مشتركة لجميع البلدان، وهذا لا يسمح بتحديد سياسة اقتصادية مشتركة. وطوال تاريخ الاتحاد أُثِيرت أكثر من مرة دعوى أنها فقدت زخمها، ولم تعد ذات صلاحية. ومع ذلك، فإن هذا لا يمنع البريكس من أن تظل بشكل جماعي الاقتصاد الرائد في العالم، وأن تتبع اتفاقيات التعاون المعتمدة. وعلى الرغم من الاختلافات في السياسة الخارجية، تظل الولايات المتحدة الشريك التجاري الرئيس لدول البريكس (باستثناء روسيا). ويثير هذا الوضع أيضًا الشكوك حول استدامة صيغة البريكس. هناك مخاوف من أن الولايات المتحدة ستحاول تفكيك مجموعة البريكس من خلال زيادة ضغوطها على الهند والبرازيل. ومع ذلك، فإن صيغة البريكس لا تعني فرض حظر على التعاون مع دول مجموعة السبع أو أي حظر مفروض خارجيًّا على الدول ذات السيادة. هناك خلافات داخلية ضمن البريكس، خاصة فيما يتعلق بتوسيع الصيغة، وتتجادل الدول الأعضاء حول من سينضم إلى الاتحاد وتحت أي ظروف.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...