رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

الدروس التي يمكن تعلّمها من محاولة انقلاب 15 تموز بتركيا

مرّت ثماني سنوات على محاولة انقلاب 15 تموز (يوليو) 2016م بتركيا. تستحقّ هذه المحاولة الانقلابية اهتمامًا خاصًّا؛ نظرًا لخصائص المجموعة التي حاولت الانقلاب، ومقاومتها من قبل السياسيين والشعب. نقف في هذا التحليل على هيكل جماعة الانقلاب، والهوية الفردية والجماعية لمدبري الانقلاب، ومواقفهم وخطوطهم الأيديولوجية، وحججهم لتسويغ الانقلاب، وأشكالهم التنظيمية، واتصالاتهم وارتباطاتهم وتحالفاتهم المحلية والدولية. بعد ذلك نعرّج على كيفية صدّ محاولة الانقلاب، وهذا أمر مهمّ للغاية بالنسبة لتركيا ولدول العالم أيضًا. أخيرًا، يوضّح البحث الدروس المستفادة من هذه المحاولة الانقلابية في إطار الشرعية الديمقراطية. ABSTRACT Eight years have passed since the July 15 coup attempt. This coup attempt deserves special attention due to the characteristics of the group that attempted the coup and the resistance to it by politicians and the people. In this analysis, we will examine the structure of the coup group, the individual and collective identity of the coup plotters, their ideological positions and lines, their arguments to justify the coup, their organizational forms, their local and international connections, connections and alliances. After that, we will discuss how the coup attempt was prevented, which is very important for Turkey as well as for the countries of the world. Finally, the article explains the lessons learned from this coup attempt within the framework of democratic legitimacy.

الدروس التي يمكن تعلّمها من محاولة انقلاب 15 تموز بتركيا

نُحيي في هذه الأيام ذكرى جديدة لمحاولة انقلاب 15 تموز (يوليو)، فقبل ثماني سنوات بالضبط، شهدت تركيا محاولة انقلاب دنيئة وإجرامية، قُتل فيها مئات الأشخاص، وأصيب الآلاف. ولكن رغم هذا الإجرام والقتل واجه مدبّرو الانقلاب مقاومة جديّة لأوّل مرة في تاريخ تركيا، إذ واجه الجمهور الانقلابيين في الساحات، وأماكن مختلفة. ورغم استخدام الانقلابيين السلاح، لم يتمكنوا من تخويف من قاوموا الانقلاب عزّلًا من السلاح، ورغم كل جهود الانقلابيين إلا أن محاولة الانقلاب باءت بالإخفاق.

مثل كل انقلاب، هناك أمور يلزم القيام بها لفهم محاولة انقلاب 15 تموز. لكن لعلّ من الأجدى والمفيد التركيز على خصائص مدبري الانقلاب بدلًا من التركيز على نقاط أخرى، مثل الوضع العام للبلاد، ونجاحات أو إخفاقات الحكومة الحالية، في التدابير اللازمة التي اتُّخِذت لمنع الانقلاب. ولأن كل هذه العوامل تختلف من شخص لآخر، فهي ليست قضايا يجب أن يتفق عليها الجميع، ولا يمكن تحديدها بشكل موضوعي في جميع الأوقات وفي جميع الحالات. على سبيل المثال، هل الحكومة ناجحة أم فاشلة؟ لا يمكن التوصل إلى نتيجة ترضي الجميع أو يتفق عليها الجميع. اعتمادًا على وجهة نظرك، يمكن اعتبار الحكومة ناجحة أو فاشلة. وبالمثل، من الصعب معرفة جواب التساؤل عما إذا كانت الاحتياطات اللازمة قد اتُّخِذت ضد مدبري الانقلاب كافية أم لا. إن العقلية الانقلابية يمكن أن تتطور بطريقة أو بأخرى، وبما أنه ليس من الممكن تشكيل جيش ثان ضد الجيوش، فلن يكون من الممكن منع مدبّري الانقلاب.

وفي هذا السياق، قد يكون من المفيد التركيز على الفاعل المدبّر للانقلاب. وفي هذه الحالة فإن بنية جماعة الانقلاب، والهوية الفردية والجماعية لمدبري الانقلاب، ومواقفهم وخطوطهم الأيديولوجية، وحججهم التي يسوّغون بها الانقلاب، وأشكالهم التنظيمية، واتصالاتهم وارتباطاتهم وتحالفاتهم المحلية والدولية- هي من بين العوامل الأساسية والعناصر الرئيسة التي يجب فحصها.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...