ملخص تحاول هذه الورقة الوقوف على الروابط التاريخية والثقافية بين النيجر وتركيا من خلال استكشاف محطات العلاقات بين البلدين خلال التاريخ... وترى هذه الورقة أنها تمتد إلى حوالي 600 سنة، وتثبت أن لدى تركيا ميزات تفضّلها على غيرها من الدول بحكم هذه الروابط، وتدعو إلى الاستفادة منها في تمتين العلاقات التي تُقرّ الورقة بأنها تسير في تطوّر متصاعد وبشكل إيجابي في القارة الإفريقية عمومًا ومع النيجر بشكل خاص. وفيما تثني الورقة على المشروعات التركية في النيجر فإنها تدعو إلى التركيز على الدبلوماسية الإنسانية التي حققت نجاحات كبيرة في إفريقيا، وتدعو إلى الاهتمام بموضوع الهوية، وإلى عدم إغفال المقاربات الواقعية في العلاقات، وإلى المزيد من البحث حول العلاقات التاريخية لأهميتها في تحقيق المكاسب المستقبلية.
مدخل:
تقع جمهورية النيجر في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهذه الدولة -التي عادة يُخلَط بين اسمها واسم جارتها نيجيريا بسبب التشابه اللفظي- تتبوّأ بمساحتها البالغة 1.267.000كم2 المرتبة الخامسة من حيث المساحة في القارة الإفريقية، وبالرغم من أن التزايد السكاني كبير جدًّا (3.9% سنويًّا) إلا أن سكانها لا يتجاوزون 17 مليون نسمة.
تسببت العوامل الجغرافية، كزيادة المساحات الصحراوية، وعدم الإطلال على البحر... وغيرهما- في صعوبة العيش في النيجر، التي كانت في الأصل تحت الاستعمار الفرنسي حتى سنة 1960م. وتُعدّ النيجر التي كانت لسنوات طويلة ساحة للانقلابات العسكرية والحركات الطائفية بعد الاستقلال، من أفقر الدول العالم...
فبحسب إحصائيات برنامج التنمية التابعة للأمم المتحدة، فيما يتعلق بمعطيات التنمية البشرية، تأتي النيجر في المرتبة ما قبل الأخيرة في هذا المجال، ونستطيع بين الفينة والأخرى أن نرى في النيجر الأزمات الإنسانية التي أصبحت المرض المزمن لكثير من الدول الإفريقية، وبالرغم من كل هذا فإنها تتمتع بغناها من حيث المعادن والثروات الطبيعية.
تنمية العلاقات الثنائية
كانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة النيجر عقب استقلالها عام 1960م، وبدأت بتأسيس علاقات دبلوماسية معها بعد عام 1966م، وبالرغم من هذا فقد تأخر لأسباب لوجستية فتح سفارة تركية في النيجر حتى عام 2012م، وفي هذه الأثناء كان السفير التركي بصفته مخاطبًا معتمدًا يتابع تسيير العلاقات الثنائية هناك.
وضمن إطار انفتاحنا على جنوب الصحراء الكبرى، بدأت سفارتنا بتاريخ 3يناير/كانون الثاني 2012م بفعالياتها في العاصمة النيجرية نيامي، كما فتحت النيجر سفارتها في أنقرة في ديسمبر/ تشرين الأول عام 2012م.
تقوم طبيعة العلاقات مع النيجر وفق الإطار العام لسياستنا تجاه إفريقيا مع مراعاة خصوصياتها- على تقديم العنصر الإنساني دائمًا، إلى جانب المساعدات الإنسانية، والمساعدات التي تُقدّم في أثناء الكوارث، بسبب النقص في الكوادر والبنية التحتية هناك، وقد تُدعم هذه المساعدات بالمشروعات التنموية، ويكون التركيز دائمًا على اشتمال المساعدات على عناصر تسهم في دعم تنمية البلد، وفي زيادة العنصر البشري لها، كما يكون التركيز في هذا السياق على حتمية احتواء المساعدات على مشروعات تعليمية وتقنية أيضًا.
تسارع نمو العلاقات بين تركيا والنيجر بعد افتتاح السفارات في البلدين، ومن الأمثلة على ذلك: تبادل الزيارات على مستوى رئيس وزراء تركيا ورئيس النيجر، وتُعّد هذه الزيارات الأولى من نوعها في تاريخ البلدين، وتوقيعُ عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات والمذكّرات على المستوى الرفيع بين البلدين، والتحضير بعد افتتاح السفارة لعدد من المشروعات الإنسانية والتنموية. وفي هذا السياق وُقّعت تركيا على مشروعات تتحقق لأول مرة في النيجر، التي تُعد محظوظة من ناحية نيلها دعم الكثير من المؤسسات الدولية، وتنفيذ العديد من المشروعات الدولية على أراضيها.
وعُدّت مشروعات إقامة حديقة وغابة الصداقة لمواجهة التصحر، ودعم السينما النيجرية، وإقامة مركز خدمة النيجر، وتأسيس العديد من المنابر الشبابية... وغيرها من المشروعات- الأولى من نوعها في هذا البلد. وقدّمت تركيا بعد كارثة الفيضان مساعدات بلغت 66 طن من الغذاء إلى أنحاء النيجر كافة. وتُعد هذه المساعدة من أكبر المساعدات التي قدمتها تركيا دفعة واحدة إلى منطقة جنوب الصحراء الكبرى، كما زوِّدت النيجر بخطط لزيادة العنصر البشري في مؤسساتها، وتم تفعيل مكتب رئاسة وكالة التعاون والتنسيق التركية هناك.
وبدأت الخطوط الجوية التركية برحلاتها إلى النيجر من شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012م، وبحسب معطيات غرفة تجارة النيجر زاد حجم المبادلات التجارية بعد افتتاح السفارة بنحو 10 أضعاف عما كانت عليه سابقًا.[1]
سياسة تركيا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: الدبلوماسية الإنسانية
إن التطورات التي تشهدها تركيا في الآونة الأخيرة مع النيجر هي في الأساس انعكاس للسياسة التركية تجاه منطقة جنوب الصحراء الكبرى، ويوضح النص التابع لوزارة الخارجية أدناه، المسافة التي قطعتها تركيا في شأن التمثيل الدبلوماسي في جنوب الصحراء الكبرى:
"...في مايو/ أيار من عام 2009 كانت لنا في القارة الإفريقية 12 سفارة، 7 منها في جنوب الصحراء الكبرى. وهذا إحصاء بعدد سفاراتنا في إفريقيا في الفترة الممتدة إلى يومنا هذا: وصل عدد السفارات عام 2009 بعد افتتاح سفارات جديدة في تنزانيا وساحل العاج إلى 14 سفارة، ووصل عددها في عام 2010 بعد افتتاح سفارات في غانا، ومالي، وأوغندا، وأنغولا ومدغشقر إلى 20 سفارة. أما في عام 2011 فقد وصل عدد السفارات بعد إضافة سفارات زامبيا، وموزامبيق، وموريتانيا، وزيمبابوي، وجنوب السودان، والصومال وغامبيا إلى 27، كما ارتفع العدد في عام 2012 مع سفارات النيجر، وناميبيا، وبوركينا فاسو، وغابون إلى 31، ووصل بافتتاح سفارات تشاد، وغينيا، وأريتيريا وجيبوتي في عام 2013 إلى 35 سفارة، فيما بدأت سفارات جمهورية الكونغو، ورواندا، وبوتوسوانا وبنين فعالياتها في عام 2014"[2]
نلاحظ أن عدد السفارات زاد خلال الأعوام الأربعة الأخيرة ثلاثة أضعاف عمّا كانت عليه... وهذا الانفتاح لم تشهده دبلوماسيات البلاد الأخرى إلى يومنا هذا، وهذه التطورات من أبرز مؤشرات التزامات تركيا تجاه إفريقيا.
إن المرحلة التي توصلنا إليها اليوم نتيجةٌ للمسيرة التي بدأت عام 1998م من خلال تحضير خطة عمل تهدف إلى الانفتاح نحو القارة الإفريقية... وكنت قد أسهمت في هذا الانفتاح أكاديميًّا من خلال كتابة مقالة في هذا الشأن في الآونة التي كانت تُحضَّر فيها خطة العمل هذه، حين كنت دبلوماسيًّا شابًّا أعمل في سفارة لاغوس مع السفير المتقاعد نعمان حاضار.[3]
أمّا تسارع هذه المسيرة فقد بدأ في عام 2003، وكانت زيادة القوة الاقتصادية وارتفاع حجم المساعدات الخارجية التركية من العوامل التي حددت مسيرة الطريق، حيث بدأ في عام 2003 تحضير "إستراتيجية تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية"... وفي عام 2005 أطلقت تركيا على هذا العام اسم "العام الإفريقي"، وأصبحت تركيا عضوًا مراقبًا في الاتحاد الإفريقي، كما أعلن الاتحاد الإفريقي عام 2008 الجمهورية التركية "شريكًا إستراتيجيًّا"، وفي العام نفسه وُضِع حجر الأساس للانفتاح الإفريقي من خلال عقد القمة التركية- الإفريقية، تلاها تجسيد هذه الخطوة من خلال الأعمال التي جرت على مستوى الوزراء والموظفين القدامى... وفي المرحلة التي زاد تقدّم العلاقات فيها فيما بعد تركَ مسمى "سياسة الانفتاح تجاه إفريقيا" مكانه لمسمّى جديد في فترة جديدة هو: "سياسة الشراكة الإفريقية"، وعقد في هذا الإطار عام 2014 قمة الشراكة التركية الإفريقية في غينيا الاستوائية.[4]
سُمّيت سياسة تركيا تجاه منطقة جنوب الصحراء الكبرى التي هبّت لتطبيقها من خلال دبلوماسية مكثفة- بـ"الدبلوماسية الإنسانية"، وتُشكّل هذه الدبلوماسية أبرز نماذج "الدبلوماسية الإنسانية" في عصرنا الحالي، وبحسب عمل أكاديمي بارز في هذا المجال فإن الدبلوماسية الإنسانية تُعرّف بأنها: تكثيف الجهود والعمليات في العلاقات الدولية من خلال آليات السياسة الخارجية لتحقيق الأهداف الإنسانية، بل وحتى الذهاب إلى علاقات تعاون مع الممثلين الدوليين إن تطلب الأمر، وذلك لتحقيق هذه الأهداف.[5]
والدبلوماسية الإنسانية ليست بديلًا كلاسيكيًّا عن الدبلوماسية الثنائية أو الدبلوماسيات ذات الأطراف المتعددة، بل على العكس تمامًا، فإنها من العناصر التي تزيد من نسبة نجاح علاقات التعاون إن طُبّق ذلك، وبناء على قبول الأكاديميين، فإن مصطلح الدبلوماسية الإنسانية من المصطلحات النامية في الأدبيات السياسية، وغالبًا ما يُذكر مع المساعدات الإنسانية،[6] إلا أنها تحوي معاني أبعد من هذا، فالمهم هنا هو المعنى الذي تحمّله الدول لهذا المصطلح في أثناء تطبيقها.
ويُبين لنا نص الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء البروفسور أحمد داود أوغلو في مؤتمر السفراء الخامس، عندما كان وزيرًا للخارجية، المعنى الذي تُحمّله تركيا للدبلوماسية الإنسانية:
"...هذا ما نقصده من الدبلوماسية الإنسانية، ولا نعني به المساعدات الإنسانية فحسب، فأيّ دبلوماسية لا تقوم على وضع الإنسان نصب عينيها، ولا تحمل في مضامينها الجوهر الإنساني، ولا تخاطب الضمير الإنساني لن تدوم طويلًا، فكما أن امتلاك أقوى جيوش العالم أمر في غاية الأهمية، فكذلك الانتماء للضمير الإنساني ومخاطبة ذلك الضمير أصبح مهمًّا بعد الآن..."[7]
وأشار داود أوغلو إلى ما تسهم به هذه الدبلوماسية في اكتساب الدبلوماسية التركية الكلاسيكية أبعادًا جديدة قائلًا:
"...هذا هو ما نقصده من الدبلوماسية الإنسانية، إننا نُكسب دبلوماسيتنا أبعادًا جديدة، بينما نسعى جاهدين لإيجاد حلول للأزمات التي في منطقتنا، نحاول أيضًا وضع حل لجميع المشكلات التي تحيط بالإنسانية، وتُؤرّق بال وضمير الإنسان، ونحن على قناعة بأن هذا ما يجب أن يكون هدفًا للدبلوماسية التركية الجديدة، لأن الإنسانية تسير في هذا الاتجاه أيضًا..."[8]
وبحسب التصريحات السابقة فإن الدبلوماسية الإنسانية التي يطبقها بلدنا ليست محصورة في المساعدات الإنسانية فحسب، بل تحمل بعدًا أكبر من ذلك بكثير... إنها الدبلوماسية التي تجعل الإنسان في مركزها، وتستند إلى الضمير الإنساني، كما تتضمن إستراتيجية مشاركة الرفاهية التي في بلدنا مع الدول الإفريقية المحتاجة ضمن أرضية الشراكة، وتظهر انعكاسات تطبيق هذه الإستراتيجية على شكل إيجاد حلول للاحتياجات الإنسانية الضرورية لهذه الدول من جهة، وتزويدهم ببرامج تدعم مسيرة التنمية المستمرة والدائمة لهم في المجالات الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والأمن الغذائي، وفي مجال الوصول إلى الماء من جهة أخرى... ومن ناحية أخرى أيضًا، فمن الممكن أن تظهر هذه الإستراتيجية للدول الإفريقية التي تواجه الاستعمار بوصفها سياسة بديلة تحفظ كرامة الإنسان وتمركزه، وتسهم في تنمية البلدان.
وفي هذا السياق، فإن المشروعات الشاملة التي تجري ضمن دبلوماسيتنا الإنسانية تجاه جنوب الصحراء الكبرى تجري بشكل كلي، وبنقاط مشتركة ومتعددة، حيث تتمكن الدولة من التحرك بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. ولا شكّ أن الظواهر الاجتماعية- النفسية التي تغفل عنها الكثير من المبادرات الواقعية، إلى جانب الحجم الاقتصادي والهوية المؤسساتية للدولة المطبقة لهذه السياسة الهادفة للتنمية- تؤدّي دورًا كبيرًا في نجاح هذا المشروع، لذلك فإن القناعة الراسخة تكمن في أن فهم التعمق الدبلوماسي الإنساني، وتحليل الاتفاقيات البناءة سيكون لهما فوائد كبيرة جدًّا.
النقد البناء
إن المقاربات الكلاسيكية البنائية تُكسب العالَم الذي تحكمه الواقعية السياسية إيضاحات متممة لا بديلة، بشرط عدم ردّ تيار المدرسة الواقعية التي تحت هيمنة الفهم الواقعي. وهكذا فإن مقاربة الاتفاقيات البناءة تُسهم في فهم كيفية تشكل العالم المادي الخارجي الذي تحكمه الأذرع الواقعية في نظرة الدول ذات الأرضية الواقعية، وفي فهم كيفية تشكّل السياسات الخارجية للدول. فالمدرسة البنائية تشكّل جسر تواصل بين نظريات التيارات ذات المنشأ العقلي، وبين نظريات الإيجابية الحديثة والنقدية، وهكذا تشكّل المنتصف بين المقاربتين المذكورتين.
تخدم هذه المقاربة فهم العالم الخارجي بشكل متكامل من دون إقصاء العناصر المادية الموجودة فيها، وأيضًا من خلال الإشارة إلى بنيتها الاجتماعية في الوقت نفسه.
تكمن القيمة الأساسية التي يضيفها النقد البناء في الإشارة إلى العناصر الاجتماعية- النفسية والإدراكية- التفكيرية الناقدة التي تُسهم في فهم السياسة الخارجية وإدراكها. كما أن المدرسة البنائية تُشعر بأهمية العناصر الاجتماعية- النفسية والإدراكية- التفكيرية في تحليل السياسات والعلاقات الدولية.
وفي هذا الإطار، فإنها تأتي في الصدارة عند تحليل عنصر الهوية... وفي هذا السياق أيضًا فإن وجود الهويات المشتركة في المجتمعات التي تُطبق فيها الدبلوماسية الإنسانية يتبوّأ مكانة مهمّة، بمعنى آخر، إن الشركاء المشتركين المسهمين في وجود الهوية المشتركة في العالم الذي تسيطر عليه الأذرع الواقعية يؤدّون دورًا توجيهيًّا.
الأواصر التاريخية مع النيجر
لم تستطع القارات على مرّ السنين تفريق الشعوب التي اجتمعت ذات مرة، إلا أن أغلبية الروابط التاريخية في بلدنا بشكل عام حافظت على خفاء نفسها على مدى السنين، ونستطيع في هذا البحث وضع وجود الروابط التاريخية التركية النيجرية في ثلاثة محاور.
تجمع إسطنبول وا:
بدأ دخول العثمانيين إلى إفريقيا عام 1517م عقب فتح مصر، ولكن هناك روايات تتحدث عن امتداد آثار الأتراك في النيجر إلى بدايات سنة 1400م، بل إن هناك جماعة تسمى: "إسطنبول وا" تعيش إلى يومنا هذا في النيجر، وهناك اعتقاد أن أصل هذه الجماعة يعود إلى سلاطين الدولة العثمانية، وبحسب هذا ففي بدايات سنة 1400م أَرسلت قبائل شمال النيجر وأغلبها من "توارغولان" ممثلين لهم إلى سلطان الدولة العثمانية يطلبون منه الحماية، وعلى إثر ذلك أرسل السلطان ابنه يونس الذي من جاريته الإفريقية، إلى هذه البلاد ليكون سلطانًا فيها، وتُعدّ سلطنة أغادز من أكبر سلطنات النيجر التي جاءت من نسب السلطان ياووز (السلطان سليم)، وبعد هذا لُقّبت طوال التاريخ بجماعة إسطنبول وا، وتعني باللغة الهاوسية القادم من إسطنبول.[9]
وصلت هذه المعلومة إلى المصادر التركية من خلال كتاب السفير المتقاعد نعمان حاضار الذي قال إنه سمع هذه الحكاية في أثناء مهمته في النيجر، وهي مذكورة في بعض المصادر الفرنسية أيضًا.[10]
وقد توثّق من صحة هذه المعلومة بعد بدئه بمهامه في النيجر من ممثّلي هذه الجماعة الذين التقى بهم، ومن المصادر النيجرية المكتوبة، وذكر أنّ رئيس الجمهورية النيجري، قال في أحد لقاءاته به: إن جماعة "إسطنبول وا" إلى جانب وجودها في أغادز و كاوار شمال النيجر تعيش أيضًا في منطقة طاهوا المجاورة لهما[11].
وفي هذا الموضوع، يُبيّن لنا أحد المصادر الشفوية في النيجر،[12] أن مجموعة مؤلفة من 500 شخص من جماعة "الطوارق" خرجت في طريقها إلى إسطنبول، لكن لم يصل منها إلى القصر العثماني -بسبب وعورة الطرق- سوى خمسة أشخاص فقط، نالوا القبول لدى السلطان، ثم طلبوا منه ممثلًا يتولى إدارتهم وحمايتهم، فعيّن السلطانُ ابنَه يونس -وهو من جاريته الإفريقية- ممثلًا لهم، فذهب السلطان يونس إليهم وأقام سلطنة أغاداز.
ولا يُذكر في هذا المصدر زمن وقوع هذه الحادثة،[13] لكن مصادر أخرى تذكر أنّها وقعت سنة 1400م، وأن السلطان يونس أتى إلى أغاداز سنة 1405، وأقام سلطنته هناك،[14] لكن عدم وقوع فتح إسطنبول في ذلك التاريخ يثير الشك لدى السفير حاضار، ولدى المصادر الفرنسية أيضًا، لكن السفير توصّل من خلال لقاءاته على أرض النيجر إلى مشاهدات ومعلومات مهمّة حول صحّة هذا التاريخ.
ففي لقاء السفير بسلطان أغاداز الحالي، أكد الأخير صحّة التاريخ، وذكر أن مجموعة من قبيلة الطوارق مؤلفة من أربع فِرق خرجت إلى حضرة السلطان في القصر العثماني، ويذكر اسم السلطان هنا على أنه بيازيد، ويشير التاريخ المذكور إلى فترة الركود التي سبقت عهد السلطان بيازيد. ومن ناحية أخرى، يُذكر أنه كان يُرفع الدعاء للسلاطين العثمانيين في الجامع الذي في قصر سلطان أغاداز، وكان اسم السلطان بيازيد من أوائل الأسماء التي يُدعى لها، وهذا عنصر آخر من العناصر التي تُقوّي صحة ذلك التاريخ، ولكن بسبب عدم فتح إسطنبول إلى ذلك التاريخ، فإن سبب تسمية تلك الجماعة بإسطنبول وا، لاتزال مجهولة.
بالنسبة للقناعة التي نحملها في هذا الشأن أن هذا الاسم أطلقته الجماعة ذاتها على نفسها بعد فتح إسطنبول للتشبه بأتراك الدولة العثمانية، فلقبوا أنفسهم بلقب عاصمة الدولة العثمانية آنذاك. وهذه أمور تحتاج إلى بحث من الأكاديميين. لكن العنصر الأهم في هذه الحكاية من ناحية العلاقات الثنائية هو امتداد تاريخ علاقات الأتراك مع أغاداز -التي تعد من كبرى مناطق النيجر- إلى ما قبل دخول الدولة العثمانية إلى القارة الإفريقية، واستنادًا إلى هذا تأتي مباركة الشعب هناك هذه العلاقات... ومع وجود شعوب جماعة إسطنبول وا على مدى التاريخ في شمال النيجر، إلا أنه لوحظ انحدارهم نحو الجنوب أيضًا، حتى يُقال إن جماعات منهم تعيش في شمال الدولة الجارة نيجيريا.[15]
إن النقطة المهمّة في موضوع جماعة إسطنبول وا التي يجب دعم وجودها التاريخي من خلال الأعمال الأكاديمية- هي وجود تُطابق بينها وبين الأتراك وتُعرّف نفسها بهم. وهذا في الأساس يُعدّ هوية مشتركة تشكّلت من ذاتها... وتُشكّل هذه القناعة في يومنا الحالي انتماء مشتركًا بالنسبة للبلدين، ونستطيع ملاحظة هذا الانتماء بشكل حي في يومنا الحالي من خلال جماعة أغاداز، فخلال الحفل الذي أقيم في أغاداز بمناسبة اختيارها لقائمة التراث العالمي لليونسكو في ديسمبر/ كانون الأول 2013م، استقبل مئات الأغادازيين السفير أولوصوي الذي كان يحييهم بحفاوة بالغة، وهتفوا باسم تركيا مظهرين الحب والمودة لبلدنا.
العلاقات مع سلطنة كانم - بورنو:
إن العنصر الثاني من ناحية العلاقات التاريخية بين تركيا والجماعات المقيمة على الأراضي النيجرية- هو العلاقات التي أقامها الأتراك العثمانيون مع سلطنة كانم- بورنو... إذ تحكم جماعة سلطنة كانم- بورنو التي أنشأتها إحدى المجموعات العرقية النيجرية وهم الكانوريون، إلى يومنا الحاضر المنطقة التي تقع جنوب وجنوب شرق النيجر بجوار بحيرة تشاد.
وقد أقامت الدولة العثمانية مع سلطنة كانم- بورنو المسلمة عام 1577م اتفاقًا عسكريًّا،[16] وهناك رسالة في هذا الشأن أرسلها السلطان مراد الثالث إلى سلطان كانم- بورنو إدريس ألاومو،[17] وقد دعمت الدولة العثمانية من خلال هذا الاتفاق القوة العسكرية لسلطنة كانم- بورنو، ودرّبت مسلحيها، وأمنت في الوقت نفسه الطرق التجارية. إذ حرس جنود الدولة العثمانية هذه الطرق التجارية وحموها لسنوات طويلة،[18] بل هناك مقولات تذكر أنه أُرسِلَ نيجريون خلال التاريخ من منطقة بحيرة تشاد إلى القصر العثماني، وأنه نال قسم من هؤلاء ترقية إلى مرتبة آغا الحرم، ونال القسم الآخر ترقية إلى رتبة الباشا.[19]
استمرت دولة كانم- بورنو التي تتوزع أراضيها في يومنا الحاضر في تشاد والنيجر، في حكمها لسنوات عديدة، ومن الواضح أنه لم يتبق شيء من أثر العمارة العثمانية إلى يومنا الحاضر، وذكروا لنا في أحد اللقاءات قبل زمن قريب أن الأحجار التي كانت في الأبنية العثمانية استُخدمت فيما بعد لإنشاء مباني الدولة هناك، ولذلك لم يبق شيء من آثار مباني العثمانيين.
فيزان الجنوبية:
بقيت الأراضي الشمالية الحالية للنيجر ضمن لواء فيزان الذي كان تابعًا للدولة العثمانية، ويُعرف عن لواء فيزان الذي بقي فيما بعد ضمن ولاية طرابلس الغرب التي ارتبطت عام 1830م مباشرة بإسطنبول- بأنه كان "منفى" لدى الدولة العثمانية،[20] ويوجد العديد من البيروقراطيين والمثقفين العثمانيين الذين عاشوا جزءًا من حياتهم هناك، ووجودهم هناك يعطينا معلومات عن هذا الشأن.[21]
امتد لواء فيزان خلال التاريخ إلى شمال الدولة التي تُسمّى الآن النيجر، وضمّ لواء كوار أيضًا.[22] وتقع كوار في يومنا هذا في منطقة أغاداز، وهي بمثابة منطقة تاريخية في النيجر، وتتضمن أراضي النيجر في الشمال الشرقي، ويتألف السكان المحليون في كوار -إلى جانب الطوارق من التيبو والكانوريين، وأُنشئت قلاع وأسوار في المنطقة من بقايا آثار الدولة العثمانية.، ويُقال إن عددها نحو أربعة آثار، بُنيَ كلّ واحد منها على واحة من واحات المنطقة.[23]
أعاقت السيطرة الفرنسية التي اكتسبت حق استعمار الأراضي النيجرية من خلال اتفاقية النيجر عام 1899م، في شمال البلاد لسنوات طويلة- الوجود التركي هناك، واستطاع العثمانيون عام 1912م بعد بدء الحروب البلقانية الانسحاب من آخر قلاعهم في بلمان، وبدأ بعد ذلك استعمار المنطقة.[24]
تركت العلاقات التركية التي تناولناها فيما سبق من ثلاثة محاور- آثارًا في الحياة الاجتماعية- الثقافية، ومن أبرز الإشارات على هذا، الآلات الموسيقية التي تستخدمها جماعات الطوارق وكانوري التي عاشت مع الأتراك العثمانيين في نفس الفترة، كما أن آلاتهم تبتعد عن نوع الصوت والبنية الموسيقية التي تُستخدم في إفريقيا. ومن الإشارات الثقافية أيضًا، القبعات التي يستعملونها، التي تشبه الفأس التركي، وبالأخص تلك التي يستخدمها الكانوريّون... ومن الأمور التي تلفت النظر أيضًا مصارعاتهم التقليدية التي تشبه المصارعة التي تسمى عند الأتراك بـ "قره قوجاق"، حيث يلجأ المشجعون في المسابقات التي تُقام على الرمال لعدم وجود العشب في البلاد- إلى تشجيع مسابقيهم بقرع الطبول والمزامير... والأبعد من هذه التشابهات هو وجود نوع من الفلكلور في النيجر يُسمّى "إسطنبول".
إن الأحداث التاريخية والمشابهات التي لخصناها فيما سبق، هي مؤشرات على صلات الانتماء والصداقة التاريخية بين الشعبين على الرغم من بعد المسافات الجغرافية، ومن الوارد وجود علاقات بين الشعوب التي تسكن النيجر وبين الأتراك تفوق 600 عام، وكذلك إقامة جماعات الطوارق، وكانوري، وتيبو، وسونغاي وهوسا المسلمة في المنطقة صلات مختلفة مع أتراك الدولة العثمانية، كما نلاحظ أيضًا إحياء ذكرى هذه العلاقات في يومنا الحاضر في النيجر بالسمعة الطيبة، ونستطيع القول بسهولة واطمئنان: إن كل هذا يخدم النقاط المشتركة التاريخية وعلاقات الانتماء والهوية المشتركة بين البلدين.
النتيجة
مدّت تركيا من خلال "دبلوماسيتها الإنسانية" يد الصداقة إلى الدول الإفريقية التي واجهت الاستعمار على مدى سنوات طويلة، ولاتزال تواجه ما يسمى بـ"الاستعمار الحديث"، ويتيح مستوى التنمية الاقتصادية التركية إمكانية الاستمرار في المساعدات لهذه الدول، كما يتيح أيضًا استمرار النقاط المشتركة فيما يخص التنمية الاقتصادية مع هذه البلدان، مستندة إلى مفهوم "الربح للطرفين"، لكن بأحقية عادلة.
يشكل المكوّن التاريخي الذي يخدم خلق نقاط مشتركة بين الدول والشعوب أهمية كبيرة في تحديد وتسهيل الدبلوماسية الإنسانية التي طُبّقت بنجاح تجاه جنوب الصحراء الكبرى، كما أن التحليل البناء الذي يمنح الثقل لظاهرة الهوية المشتركة والعوامل الاجتماعية– الثقافية والإدراكية/ الفكرية- يخدم فهم هذا النمط من الدبلوماسية الإنسانية بشكل أفضل.
ويُشكّل عامل التاريخ عنصرًا مُهمًّا في العلاقات التركية- النيجرية، ويسهل خلق العوامل المشتركة بينهما، وقد بدأ الأتراك بعد افتتاح السفارة التركية، بإعادة التمثيل الدبلوماسي بشكل رسميّ في الأراضي النيجرية.
استطاع الأتراك العثمانيون الخروج من آخر قلاعهم في شمال النيجر التي كانت جنوب لواء فيزان عام 1912م خلال الحروب البلقانية، ومن ثم بدأ مسلسل الاستعمار في تلك الأراضي، ونعتقد أن كل صلة من الصلات التاريخية التي ذكرناها فيما سبق بحاجة إلى بحث أكاديمي أكثر عمقًا، ونأمل أن تسدّ الجامعات التركية ومؤسسات الفكر هذه الحاجة في الأيام القادمة.
المـصـادر:
أدامو، أ. (2007) Agadez et sa région. Contribution à l'étude du Sahel et du sahara nigériens, Paris: L'Harmattan.
أفاجان، , İ.& BACIK, G. (2013), “Turkey Discovers Sub-SaharanAfrica: The Critical Role ofAgents in the Construction ofTurkish Foreign-Policy Discourse”, Turkish Studies, http://www.academia.edu/5104067/Turkey_Discovering_Subsaharan_Africa.
داود أوغلو، أ. (2013)، “Turkey’s Humanitarian Diplomacy: objectives,challenges and prospects”, Nationalities papers: The Journal of Nationalism and Ethnicity, 41;6, 865-870 pp.
GREGORIE, E. ( 2010), Tuaregs du Niger,Paris: Karthala.
HAMA, B. (1970), « Journal du 2 mars 1968 au 6 mai 1969 », Niamey, Institut de Recherches en Sciences Humaines..
HAMANI, D. (2006), L'Adar précolonial (République du Niger): contribution à l'étude de l'histoire des états Hausa,Paris: l’Harmattan.
حاضار، ن. (2011)، العلاقات التركية– الإفريقية ضمن مسيرة العولمة، أنقرة، من إصدارات أوساق.
إنان، أ. (2009)، الحياة في إفريقيا العثمانية الأخيرة بذكريات جامع بايقورت، إسطنبول: إصدارات بنك تركيا الثقافية.
قاواس، أ. (2001)، العلاقات العثمانية– الإفريقية، إسطنبول.
مارزوي، أ. (1992)، الأفارقة، إسطنبول: إصدارات الإنسان.
REIGNIER, P.(2011), “The emerging concept of humanitarian diplomacy: identification of a community of practice and prospects for international recognition”, International Review of the Red Cross, Volume 93 Number 884 December 2011.
تبّاش، و. (2013)، المسيرة التحولية في جنوب الصحراء الكبرى: التنمية، الأمن والشراكة، إسطنبول: إصدارات تاسام.
TOWE, R. (2012), “ Empire ottoman : des eunuques noirs pour les harems”, www.Afrik.com.
ULUSOY, H. (1998), “Turkish-Nigerian Relations ( with a view to Turkey’s policy towards Black Africa forthe next millenium), PERCEPTIONS: JOURNAL OF INTERNATIONAL AFFAIRS, September - November 1998 , Volume III - Number 3.
أولوصوي، ح. (2005)، A CONSTRUCTIVIST ANALYSIS OFTURKEY’S FOREIGN AND SECURITY POLICYIN THE POST-COLD WAR ERA، رسالة دكتوراه، جامعة الشرق الأوسط التقنية.
ULUSOY, H. (2007), One Policy, Many Identities: The Consistency of Turkey's Foreign Policy With Special Emphasis on Its Security Dimension in the Post - Cold War Era, Istanbul; ISIS Press.
YAHAYA, I. (2013), Les relations historiques entre peuples Turcs et Nigériens ( konferans sunum kağıdı), Nijer-Türk Gençlik Platformu tarafından düzenlenen Türk-Nijer ilişkileri konulu konferans, Niamey, Aralık 2013
يحيى، (2013)، Les relations historiques entre peuples Turcs et Nigériens (من ورقة إلقاء محاضرة)، محاضرة بعنوان العلاقات التركية– النيجرية التي نُظّمتها جالية الشباب التركي– النيجري. نيامي، كانون الأول 2013.
الهوامش:
[1] من أجل الفعاليات التركية في النيجر انظر: . https://www.facebook.com/pages/TC-Niamey-B%C3%BCy%C3%BCkel%C3%A7ili%C4%9Fi-Ambassade-de-Turquie-%C3%A0-Niamey/312747342102625?ref=hl
[2] http://www.mfa.gov.tr/turkiye-afrika-iliskileri.tr.mfa.
[3] ULUSOY, H. (1998), “Turkish-Nigerian Relations ( with a view to Turkey’s policy towards Black Africa for the next millenium), PERCEPTIONS: JOURNAL OF INTERNATIONAL AFFAIRS, September - November 1998 , Volume III - Number 3.
[4] العلاقات مع الدول الإفريقية http://www.mfa.gov.tr/turkiye-afrika-iliskileri.tr.mfa. يعرض الكتاب الآتي معلومات مفيدة متعلقة بهذا الموضوع: تبّاش، و. (2013)، المسيرة التحولية في جنوب الصحراء الكبرى: التنمية، الأمن والشراكة، إسطنبول: إصدارات تاسام. صفحة: 322– 328. مع تسارع الأعمال الأكاديمية التي تتعلق بالانفتاح التركي نحو إفريقيا في الفترة الأخيرة إلا أنها لاتزال غير كافية. وتكاد تنعدم فيما يخص النيجر.
[5] Christopher Lamb, ‘Humanitarian diplomacy’, 26 June 2008, available at: http://www.ifrc.info/en/newsand- media/opinions-and-positions/speeches/2008/humanitarian-diplomacy). atıfta bulunulan makale; REIGNIER, P.(2011), “The emerging concept of humanitarian diplomacy: identification of a community of practice and prospects for international recognition”, International Review of the Red Cross, Volume 93- Number 884 December 2011. Sayfa 1212.
[6] REIGNIER, P.(2011), “The emerging concept of humanitarian diplomacy: identification of a community of practice and prospects for international recognition”, International Review of the Red Cross, Volume 93- Number 884 December 2011.
[7] داود أوغلو. أ. (2013), “Turkey’s Humanitarian Diplomacy: objectives,challenges and prospects”, Nationalities papers: The Journal of Nationalism and Ethnicity, 41;6, 865-870 pp.
[8] داود أوغلو. أ. (2013), “Turkey’s Humanitarian Diplomacy: objectives,challenges and prospects”, Nationalities papers: The Journal of Nationalism and Ethnicity, 41;6, 865-870 p.
[9] HAMANI, D. (2006), L'Adar précolonial (République du Niger): contribution à l'étude de l'histoire des états Hausa,Paris: l’Harmattan. Ayrıca, bkz. ADAMOU, A. (2007), Agadez et sa région. Contribution à l'étude du Sahel et du sahara nigériens, Paris: L'Harmattan..
[10] حاضار، ن. (2011)، العلاقات التركية– الإفريقية ضمن مسيرة العولمة، أنقرة، من إصدارات أوساق.
[11] Le Sahel (Niamey), n°8459, 9. كانون الثاني 2013.
[12] HAMA, B. (1970), « Journal du 2 mars 1968 au 6 mai 1969 », Niamey, Institut de Recherches en Sciences Humaines.
[13] (من ورقة إلقاء محاضرة). يحيى . (2013), Les relations historiques entre peuples Turcs et Nigériens
[14] حاماني، صفحة 89، 90.
[15] يُذكر أن جماعة إسطنبول وا التي عاشت في شمال النيجر انتقلت إلى نيجيريا بعبور حدود منطقة مارادي الكائنة في جنوب النيجر، وقد ذكر لي هذه المعلومات السفير النيجري في أنقرة.
[16] حاضار، صضفحة 122 – 124.
[17] يحيى.
[18] حاضار، صفحة123. انظر. أولوصوي (1998).
[19] TOWE, R. (2012), “ Empire ottoman : des eunuques noirs pour les harems”, www.Afrik.com..
[20] قاواس، صفحة. 303.
[21] إنان، أ. (2009)، الحياة في إفريقيا العثمانية الأخيرة بذكريات جامع بايقورت، إسطنبول: إصدارات بنك تركيا الثقافية.
[22] قاواس، صفحة. 303 – 370. و حاضار، صفحة. 126 – 129.
[23] أكّد رئيس وزراء النيجر وجود القلاع والأسوار، وعدّد المؤرخ يحيى هذه البقايا كالآتي: قلعة داناي (بيلما)، وأسوار دجادو ودجابا. ويجب أن يَبحث هذه الآثار المؤرخون اولًا... وأظن أن ترميم هذه الآثار سيكون إيجابيًّا بالنسبة للبلدين.
[24] تأكّد هذا من خلال اللقاءات مع البروفسورين النيجريين مانودو ديجبو و ديجبو هامانّي.