رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

المواقف العربية بعد عام من طوفان الأقصى

يستعرض البحث مواقف أهم الدول العربية تجاه حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار عام من اندلاعها في السابع من أكتوبر 2023، منها الموقف المعلن من عملية طوفان الأقصى، والموقف السياسي من "إسرائيل"، ومساعي وقف الحرب، والمواقف العسكرية والأمنية والاقتصادية خلال الحرب. يعتمد البحث المنهج التفسيري لتحليل دوافع هذه الدول لاتخاذ المواقف التي صدرت عنها. ويظهر البحث تراجع وزن الدول العربية وتأثيرها في مسار الحرب والقضية الفلسطينية عمومًا، وأن الاستمرار في التحالف العسكري والسياسي والاقتصادي مع "إسرائيل" والولايات المتحدة يجعل الدول التي تقوم بذلك أقرب عمليًّا إلى الطرف الإسرائيلي منه إلى الطرف الفلسطيني، وذلك بامتناعها عن فعل ما يوقف عدوان الاحتلال في فلسطين، واستمرارها بتزويده باحتياجات اقتصادية أساسية له، ومشاركتها النشطة في حمايته من أي هجمات جوية تستهدفه. ABSTRACT This research examines the stances of key Arab countries (Egypt, Qatar, Jordan, Saudi Arabia, UAE, Morocco, Lebanon, Syria, Iraq, Kuwait, Algeria) toward the Gaza conflict from October 7, 2023. It covers public statements on the "Al-Aqsa Flood" operation, political positions on Israel, peace efforts, and military and economic stances. The study finds that Arab influence on the conflict’s course has declined, with events largely shaped by the U.S. and Israel, countered by resistance from Iran, Hezbollah, Hamas, and Iraqi factions. Ties with the U.S. and Israel have made some Arab countries align closer to Israeli interests.

المواقف العربية بعد عام من طوفان الأقصى

على المستوى الإعلامي، وفي أول ردّ فعل لمصر، حذرت وزارة الخارجية يوم السابع من أكتوبر 2023م من تداعيات "التصعيد"، وحثت على ضبط النفس، داعية المجتمع الدولي إلى "حث (إسرائيل) على وقف الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني". ورغم استمرار الحرب أكثر من عام لم يحصل تغير ملموس على مستوى العلاقة السياسية مع "إسرائيل"؛ من حيث استمرار معاهدة السلام بين الطرفين، وفعالية العلاقة الدبلوماسية، وإن كانت العلاقة شهدت توترًا عقب سيطرة "إسرائيل" على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، في 7 أيار 2024، إذ يُعَدّ هذا مخالفة لمعاهدة كامب ديفيد التي توجب على الطرفين إبعاد قواتهما العسكرية عن الحدود. وأدّى احتلال المعبر إلى إضعاف دور مصر في الملف الفلسطيني، وقلّل استفادتها الاقتصادية من إدخال البضائع وإخراج المدنيين من القطاع، الذين كانت تتقاضى منهم الملايين شهريًّا.

وفي ملف وقف الحرب؛ بذلت مصر جهدًا للوساطة، إلا أن نشاطها السياسي في الضغط على "إسرائيل" كان محدودًا، وكان من أهم دوافعها تجنب حصول تهجير للفلسطينيين إلى أراضيها؛ لمخاوفها من الانجرار إلى الصراع. كما ظهر ذلك في تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي قال فيها: إن بإمكان "إسرائيل" تهجير سكان القطاع إلى صحراء النقب، بدلًا من تهجيرهم إلى سيناء. وفيما يتعلق بحكم غزة بعد الحرب، سعت مصر إلى ترتيب عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع. وقد استضافت حوارات بين حركتي حماس وفتح لتحقيق هذا الهدف. وعلى المستوى الأمني، عزّزت مصر من حصار قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، بفعل الضغوط الإسرائيلية والأمريكية، والتزمت بالتعليمات الإسرائيلية بشأن ما يُسمَح بإدخاله من بضائع ومن يُسمَح بخروجه من القطاع، وفقًا لما صرح به وزير الخارجية المصري لشبكة CNN. وشكّل هذا الحصار أحد أهم عوامل الضغط على سكان غزة وحركات المقاومة الفلسطينية.

وفي التعامل مع المواقف الشعبية؛ منعت السلطات المصرية التظاهرات الشعبية في غالب الأحيان؛ خوفًا من تحولها إلى تظاهرات احتجاج ضد النظام. وامتنعت مصر عن الرد على هجمات الحوثيين رغم تضرر إيرادات قناة السويس، وذلك حرصًا على تجنب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع إيران و"محور المقاومة". وبالإجمال حافظت مصر خلال عام الحرب على رهانها السياسي المتمثل بالسلام مع "إسرائيل"، الذي التزمت به منذ توقيع معاهدة كامب ديفيد عام 1979، واحتملت في سبيله في ذلك الحين الخصومة مع عموم الدول العربية، وصولًا إلى لحاق العديد من هذه الدول بها، كالأردن التي وقعت معاهدة وادي عربة للسلام عام 1994، ثم الإمارات والبحرين والمغرب والسودان التي طبعت علاقاتها مع "إسرائيل" في عام 2020.

 


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...