رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

دور تركيا في الوساطة ودبلوماسية السلام: عملية أنقرة في حل الأزمة بين إثيوبيا والصومال

ملخّص: تتناول هذه الدراسة دور الوساطة الذي أدّته تركيا في أزمة مذكرة التفاهم بين إثيوبيا والصومال في 1 يناير 2024، والإطار الدبلوماسي لعملية أنقرة. تُعَدّ الوساطة في العلاقات الدولية آلية أساسية لحلّ النزاعات وبناء السلام. يجري تحليل نفوذ تركيا في القرن الإفريقي ضمن نماذج الوساطة القائمة على القوة والتيسير. أدى سعي إثيوبيا للوصول إلى البحر إلى توقيع مذكرة تفاهم مع أرض الصومال (صومالي لاند)، وهذا انتهك سيادة الصومال، وأدى إلى أزمة إقليمية. لمواجهة هذه الأزمة دبلوماسيًّا، أطلقت تركيا عملية أنقرة، حيث قامت بدبلوماسية مكوكية بين الأطراف المعنية. وأتاحت المفاوضات التي عُقِدت في أنقرة يومَي 2 يوليو و12 أغسطس 2024 تواصلًا مباشرًا، وهذا عزّز دور تركيا بوصفها وسيطًا موثوقًا به. Abstract This article examines Türkiye’s mediation role in the Ethiopia-Somalia Memorandum of Understanding (MoU) crisis on January 1, 2024, and the diplomatic framework of the Ankara Process. Mediation in international relations is considered a crucial mechanism for conflict resolution and peacebuilding. Türkiye’s influence in the Horn of Africa is analyzed within the framework of power-based and facilitative mediation models. Ethiopia’s pursuit of sea access led to the signing of the MoU with Somaliland, which violated Somalia’s sovereignty and triggered a regional crisis. To resolve this issue through diplomatic means, Türkiye launched the Ankara Process, conducting shuttle diplomacy between the parties. The negotiations held in Ankara on July 2 and August 12, 2024, enabled direct engagement and solidified Türkiye’s role as a trusted mediator.

دور تركيا في الوساطة ودبلوماسية السلام: عملية أنقرة في حل الأزمة بين إثيوبيا والصومال

تُعَدّ إدارة النزاعات وإقامة عمليات السلام في العلاقات الدولية مسألةً حيوية للحفاظ على السلام العالمي. وأصبح حلّ الخلافات بين الدول والجهات الفاعلة من غير الدول بالوسائل الدبلوماسية ضرورةً أساسية لتحقيق الاستقرار الدولي. في هذا السياق، تُعَدّ دراسة كيفية استخدام الدول آليات الوساطة، والأدوات الدبلوماسية المستخدمة في هذه العمليات، والنتائج المترتبة عليها- من القضايا التي تستوجب البحث الأكاديمي. وتتناول النظريات الدولية للوساطة هذا المفهوم من منظور حل النزاعات ودراسات السلام، حيث تركز البحوث الأكاديمية على أدوار الدول والمنظمات الدولية بوصفها وسطاء، وتصميم العمليات التفاوضية، وبناء الثقة بين الأطراف المتنازعة.

تمثّل الممارسة التركية للوساطة الدولية، ولاسيما في القرن الإفريقي، نموذجًا بارزًا في هذا المجال؛ إذ أدّت تركيا دورًا تسهيليًّا مهمًّا في حل أزمة مذكرة التفاهم بين الصومال وإثيوبيا، الموقعة في 1 يناير 2024، وهذا يجعل هذه الحالة دراسةً ذات قيمة لفهم تطبيقات دبلوماسية السلام في النظام الدولي. وقد برزت عملية أنقرة بوصفها مبادرة حاسمة لتخفيف التوتر بين الأطراف وتعزيز السلام الإقليمي.

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل دور تركيا في الوساطة داخل القرن الإفريقي ضمن إطار منهجي وتحليلي. سيجري تقييم الإستراتيجيات الدبلوماسية التي اتبعتها أنقرة في إدارة التوتر بين الصومال وإثيوبيا، ومدى فاعلية الوساطة في النظام الدولي، وإسهامها في عمليات بناء السلام. كما ستناقش الدراسة تأثير الوساطة في الدبلوماسية الدولية وأهميتها في تحقيق سلام مستدام، من خلال فحص عملية أنقرة ضمن نظريات الوساطة.

تهدف هذه الدراسة إلى الإجابة على الأسئلة البحثية الأساسية الآتية:

ما المسار الدبلوماسي الذي اتبعته تركيا في مبادرتها للوساطة في أزمة إثيوبيا-الصومال؟

كيف أثّرت دبلوماسية السلام التي انتهجتها تركيا في الديناميكيات الإقليمية في القرن الإفريقي؟

كيف يمكن تقييم عملية أنقرة ضمن إطار نظرية الوساطة وما الدروس المستفادة منها؟

كيف تشكّل إستراتيجية تركيا بوصفها وسيطًا عالميًّا نموذجًا في سياق القرن الإفريقي؟

وتتمثل الحجة الرئيسة لهذه الدراسة في أن عملية أنقرة التي قادتها تركيا في أزمة إثيوبيا-الصومال تُعَدّ مثالًا ناجحًا لدبلوماسية السلام الدولية، فقد عززت هذه العملية، وما ترتب عليها من نتائج، النفوذ الدبلوماسي لتركيا في إفريقيا، وزادت من قدرتها على التأثير في القضايا الإقليمية. وأسفر إلغاء مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال، التي انتهكت سيادة الصومال، عن نجاح الجهود الدبلوماسية التركية. كما تمتلك تركيا القدرة على صياغة خطّة سلام طويلة الأمد تأخذ في الاعتبار توازنات القوى الإقليمية والواقع الجيوسياسي في القرن الإفريقي.

تعتمد هذه الدراسة على المنهج النوعي، حيث سيجري تحليل جهود الوساطة التركية في القرن الإفريقي باستخدام منهج دراسة الحالة، وسيتم فحص العمليات الدبلوماسية بين الصومال وإثيوبيا من خلال تحليل الوثائق والمقارنة، كما سيتم الاستناد إلى نظرية الوساطة بوصفها إطارًا نظريًّا لتحليل العملية برمتها.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...