تهدف هذه الدراسة إلى تقييم الوضع الحالي والإمكانيات المحتملة للصناعات الدفاعية الإيرانية من خلال دراسة حالتين. تُعَدّ الأنظمة والقدرات التي تطرقت إليها الحالتان المختلفتان والقريبتان زمنيًّا انعكاسًا مباشرًا لقطاع الصناعات الدفاعية. في الجزء الأول من الدراسة سيكون هناك تقييم لتأثير التوتر المستمر منذ سنوات بين إيران و"إسرائيل" في قدرات إيران الدفاعية والهجومية. في الجزء الثاني، سيجري تحليل عملية البحث والإنقاذ التي حصل تنفيذها بعد حادث تحطم مروحية كانت تَقلّ الرئيس الإيراني وكبار المسؤولين، مع التركيز على دور أنظمة الطائرات بدون طيار في هذه العملية. من خلال تقييم هاتين الحالتين المختلفتين، سيجري تحليل إمكانيات الصناعات الدفاعية الإيرانية وقدراتها. ولزيادة وضوح الموضوع والحفاظ على تكامله، قد تُقدَّم معلومات خارجة عن السياق الرئيس، لكنها لن تؤثر سلبًا في المحتوى العام.
تتمتع صناعة الدفاع الإيرانية ببنية فريدة من نوعها. يتبين لنا في هذا الإطار أن قوات الأمن، وبخاصة الحرس الثوري الإيراني، تعمل على تطوير الحلول من خلال تنفيذ أنشطة البحث والتطوير بمواردها الخاصة. وبينما تظهر قدرات البحث والتطوير والإنتاج المختلفة للمؤسسات العامة الإيرانية في المقدمة، فمن الواضح أن قوات الأمن تنشط كثيرًا في هذه العملية. يُلاحَظ أنّ شركات صناعة الدفاع ذات رأس المال الخاص تحت سيطرة وملكية الأفراد الذين يخدمون في سلطات عامة رفيعة المستوى أو هياكل مؤثرة مثل الحرس الثوري الإيراني. تؤدّي الشركات الإيرانية الحكومية والخاصة في مجال الصناعات الدفاعية، التي تستفيد بشكل كبير من البنية التحتية وقدرات الإنتاج- دورًا مهمًّا في مواجهة العقوبات. وفي هذا السياق، يجري اختيار هذه الشركات الخاصة ذات رأس المال للتوريد من دول ثالثة من أجل توفير المكونات الفرعية المستخدمة في الأنظمة المختلفة. وأخيرًا، يجب أخذ جميع هذه الجوانب في الاعتبار عند التركيز على الصناعات الدفاعية الإيرانية ضمن إطار هذا البحث. علاوة على ذلك، يمكن أن تحدث أخطاء في نقل المعلومات بسبب عدم استخدام إيران لرموز محددة للأنظمة، مثل S-200 /SA5) واستخدامها لأسماء متعددة.
يُشكل كل من أنظمة الهجوم بعيدة المدى وأنظمة الدفاع الصاروخي الجوي وأنظمة الطائرات بدون طيار موضوع الدراسة أجزاءً من كيان متكامل. في بيئة الحرب الشبكية والمندمجة الحالية، قد يؤدي تقييم قدرات هذه الأنظمة بشكل منفرد إلى نتائج مضللة. إن إجراء تقييمات دون النظر إلى الأنظمة القتالية والداعمة الأخرى ذات الصلة سيؤدي إلى نتائج غير كاملة. في هذا السياق، ستركز الدراسة على فهم النهج الإيراني تجاه القدرات الحالية والمحتملة لهذه الأنظمة. على سبيل المثال، يمكن أن تُدرَج في الدراسات المستقبلية عناصر مثل الحرب الإلكترونية، والقيادة والسيطرة، ودعم اتخاذ القرار، التي يعمل فيها جميع هذه الأنظمة بشكل مشترك.