إن النقاش حول القارة الإفريقية يتصاعد في السياسة العالمية، وبخاصة فيما يتعلق بالإمكانات الاقتصادية والبشرية فضلًا عن المشكلات السياسية والإنسانية والبيئية. وجذبت الزيادة السكانية، والنمو الاقتصادي المرتفع نسبيًّا، والموارد الطبيعية غير المستغلة انتباه العديد من اللاعبين في القارة. وعلى الرغم من هذه النظرة الإيجابية، فإن مشكلات الأمن الحالية والأزمات الإنسانية المستمرة والمتسارعة والتحديات البيئية تظل عقبات في طريق تقدم القارة.
كانت السياسة الخارجية التركية تجاه القارة الإفريقية محل نقاش متزايد داخل الدوائر الأكاديمية والدبلوماسية في العقدين الماضيين. والمجلات الأكاديمية وأوراق السياسة تناقش الأسباب وراء اهتمام تركيا بالقارة، وأدوات السياسة الخارجية التركية في إفريقيا، والجهات الفاعلة في هذه السياسة، ومزايا هذه السياسة وعيوبها. يهدف هذا التحليل إلى الإسهام في هذه المناقشات من خلال مناقشة خصائص هذه السياسة التي كانت مشتركة على مدى سنوات عديدة من الحكومات المختلفة في أنقرة. وبدلًا من التركيز على العقدين الماضيين، تبدأ المناقشة بخلفية تاريخية لفهم الديناميكيات المحلية والدولية التي تؤثر في السياسة التركية تجاه القارة. وهناك أوجه تشابه، ولكن هناك أيضًا بعض الاختلافات بين سنوات الحرب الباردة وما بعدها. وعلى نحو مماثل، أضافت سياسة أنقرة النشطة تجاه إفريقيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أيضًا آفاقًا جديدة إلى جانب الأولويات التقليدية.