بينما يلقي تغير المناخ بظلاله على العالم كله مع كل يوم يمضي، يُثَار الجدل حول الجهود المبذولة لمكافحة التغير المناخي على المستوى العالمي، وكون هذه الجهود كافية أم لا. فالعلماء من جانبهم يطالبون البلدان باستمرار أن تتخذ التدابير السريعة والفعّالة، والبلدان من جانبٍ آخر، وبخاصة البلدان النامية والبلدان الأقل نموًّا، تصارع سلبيات التغير المناخي مع الحفاظ على مصالحها الوطنية في تحقيق التنمية المستدامة. ومعلوم أن اتفاقية باريس التي تمخضت عن الجهود المبذولة لمكافحة تغيّر المناخ في عام 2015، وضعت هدفًا بألا يتجاوز متوسط ارتفاع الحرارة العالمية بحلول منتصف القرن الحالي درجتين مئويتين. لكنه تطور بعد الاتفاق إلى رأي جديد يَعُدّ الدرجتين المئويتين غير كافيتين، ويوصي بضرورة أن يكون متوسط ارتفاع الحرارة العالمية 1̦5 درجة مئوية قبل حلول عام 2050.
وبينما تشير الدراسات العلمية الراهنة إلى أن متوسط ارتفاع الحرارة العالمية يتراوح بين 1̦3 إلى 1̦4 درجة مئوية، تنشـأ مخاوف من احتمال الإخفاق في تحقيق هدف 1̦5 درجة مئوية قبل عام 2050. فيدور النقاش والجدل حول قطاع الطاقة الذي يُشار إليه بأنه أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، في الوقت الذي يمر فيه الطريق المؤدي إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري من تقليل انبعاثات غازات الدفيئة التي تؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري على يد الإنسان. ومؤتمر الأطراف الثامن والعشرون، الذي ينعقد في مثل هذه الأوساط بقيادة إحدى البلدان الأكثر إنتاجًا للبترول والغاز الطبيعي- يحمل أهميةً كبيرةً في مكافحة تغير المناخ العالمي من جميع النواحي. في هذه الدراسة، سنتطرق بإيجاز إلى عملية ما قبل مؤتمر الأطراف، وسنقوم بتقييم المؤتمر الذي عُقِد في الفترة (30 نوفمبر - 12 ديسمبر 2023م)، ونسلط الضوء على آخر الأوضاع المتعلقة بمكافحة تغير المناخ العالمي.