رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

تحول السياسات الأمريكية في مجال الطاقة والمناخ والتجارة خلال ولاية ترامب الثانية

الملخّص: من المتوقّع أن تُحدث عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة تغييرات جوهرية في مسار مكافحة تغيّر المناخ على المستوى العالمي، وفي العلاقات التجارية، وفي أسواق الطاقة؛ إذ إن سياساته المقترحة -ومن ذلك زيادة الرسوم الجمركية، وتعزيز إنتاج الطاقة المحلية، وانسحاب الولايات المتحدة من الجهود الجماعية لمواجهة الاحتباس الحراري– قد تعيد تشكيل المشهدين الاقتصادي والبيئي، فضلًا عن التوازنات الجيوسياسية. تتناول هذه الدراسة الآثار المحتملة لأجندة ترامب، مقدّمةً قراءة شاملة لكيفية تأثيرها في ديناميكيات التجارة والطاقة على الصعيد العالمي. Abstract Donald Trump’s return to the U.S. presidency is set to bring significant changes to global fight against climate change, trade relations and energy markets. His proposed policies, including higher tariffs, increased domestic energy production and pulling the U.S. out of the collective global warming efforts, could reshape economic, environmental, and geopolitical landscapes. This analysis explores the potential effects of Trump’s agenda, providing a comprehensive look at how it may influence global trade and energy dynamics.

تحول السياسات الأمريكية في مجال الطاقة والمناخ والتجارة  خلال ولاية ترامب الثانية

شكّلت الولايات المتحدة لاعبًا محوريًّا في سياسة المناخ العالمية منذ مدّة طويلة؛ نظرًا لإسهاماتها التاريخية الكبيرة في انبعاثات الغازات الدفيئة، وتأثيرها الواسع في صياغة الاتفاقيات البيئية الدولية، إلا أن إعادة انتخاب دونالد ترامب في نوفمبر 2024 وتنصيبه في يناير 2025 شكّلت نقطة تحوّل بارزة في مقاربة البلاد لقضايا تغيّر المناخ والاستدامة. فمنذ توليه المنصب ولاية ثانية، سارع الرئيس ترامب إلى تفكيك العديد من السياسات المناخية التي أرساها أسلافه، ولاسيّما تلك التي جاءت ضمن "قانون خفض التضخم عام 2022" في ظل إدارة بايدن، الذي مثّل دفعة استثنائية في جهود مكافحة تغيّر المناخ. وفي المقابل، روّج ترامب لأجندة تركّز على إنتاج الوقود الأحفوري وتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة.

تتناول هذه الدراسة التغيّرات الفورية التي طرأت على سياسات الولايات المتحدة في مجالات المناخ والطاقة والتجارة والاستدامة خلال الولاية الثانية لترامب، كما تتنبأ بمسار هذه السياسات على امتداد فترة رئاسته، وتقيّم انعكاساتها الواسعة على الجهود العالمية لمكافحة تغيّر المناخ وتعزيز الاستدامة. إذ تُعيد هذه التحولات رسم المشهد البيئي الداخلي في الولايات المتحدة، وتفرض تحديات كبيرة أمام التعاون الدولي والسعي الجماعي للتصدي لأزمة المناخ. علاوة على ذلك، قد تُفضي هذه التحولات إلى توتير العلاقات الدولية، في ظل تزايد نظرة بعض الدول إلى الولايات المتحدة بوصفها شريكًا أقل موثوقية في الجهد العالمي المشترك، وربما يدفع ذلك البعض إلى التراجع عن التزاماتهم المناخية تبعًا لذلك.

 


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...