رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

التضامن الإقليمي مع تركيا عقب كارثة الزلزال ودروس للمستقبل

تتناول هذه الدراسة دور التضامن الإقليمي مع تركيا خلال كارثة الزلزال، وتسلط الضوء على جهود دول المنطقة، وتركيزها على البعد الإنساني خلال الكارثة، في الوقت الذي كان فيه غياب لدور ملموس من المؤسسات الدولية التي كان يُفترَض فيه أن تقدم إسهامات إغاثية مهمة، وتستعرض الدراسة أنواع الدعم المختلفة التي قدمتها دول المنطقة لتركيا خلال الزلزال، وتقدّم في النهاية طائفة من الأفكار والدروس التي يمكن الاستفادة منها إقليميًّا في مجال مواجهة الكوارث، وتدعو إلى تشكيل لجان تنسيق عليا بين دول المنطقة لإنشاء جهد جماعي وفعّال.

التضامن الإقليمي مع تركيا عقب كارثة الزلزال ودروس للمستقبل

مع وقوع زلزال 6 فبراير 2023 الذي كان مركزه قريبًا من مدينة كهرمان مرعش تعرض جنوب تركيا وشمال سوريا لدمار كبير وخسائر فادحة في الأرواح والبنية التحتية، حيث انهارت آلاف المباني. وفي تركيا وحدها فقد أكثر من 50 ألف مواطن تركي وسوري أرواحهم في الزلزال الذي ضرب 11 ولاية تركية.

ومع هذا المشهد كانت تركيا في مواجهة أكبر كارثة في تاريخها، بل أكبر كارثة في المنطقة، مع ملاحظة وجود كثافة سكانية كبيرة في المنطقة التي ضربها الزلزال؛ ولهذا أعلنت دول عديدة في الإقليم تضامنها مع تركيا، وأعلنت استعدادها لتقديم يد العون لتركيا للإسهام في دعم عمليات الإنقاذ والتخفيف من تكلفة الكارثة من خلال تقديم المساعدات المالية والمادية. وفي هذا السياق صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن عروض المساعدة جاءت من 45 دولة في أعقاب الزلزال مباشرة، وقد تنوعت المساعدات وسبل التضامن الرسمية والشعبية من دول المنطقة في ظل مشهد جيوسياسي متقلب كانت تعيشه المنطقة بين الصراعات والمصالحات.

في الأسطر الآتية سنعمل على استعراض أهم مسارات التضامن التي حصلت من دول الإقليم وتحديدًا من الدول العربية تجاه تركيا خلال هذه الكارثة، وانعكاسات ذلك على المشهد السياسي الإقليمي، مع ملاحظة حدوث الكارثة قبيل استحقاق انتخابي مصيري في تركيا في 14 مايو 2023.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...