رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

إدارة عملية ما بعد الزلزال

بعد رؤية العمل المحموم في كهرمان مرعش، تعزز اعتقادي بأن بلدنا سوف تلتئم جراحه بسرعة، يتزايد زخم الدولة وتعبئة المساعدات الوطنية لمنطقة الزلزال، كما يستمر بناء مخيمات من الخيام والحاويات.

إدارة عملية ما بعد الزلزال

بعد رؤية العمل المحموم في كهرمان مرعش، تعزز اعتقادي بأن بلدنا سوف تلتئم جراحه بسرعة، ويتزايد زخم الدولة وتعبئة المساعدات الوطنية  لمنطقة الزلزال، كما يستمر بناء مخيمات من الخيام والحاويات، وقد أصبح التوزيع الفعال لهذه المساعدات، التي وصلت إلى مكانها حسب سياق الاحتياجات أمرا هاما في حد ذاته، وفي اليوم الخامس من الزلزال، تستمر فرحة الإنقاذ من تحت الأنقاض من خلال جهود البحث والإنقاذ. وبناء على ما رأيته في كهرمان مرعش، أود أن أشارك بعض النتائج التي توصلت إليها حول إدارة الكوارث.

بعد الزلزال هناك حاجة كبيرة إلى إدارة فعالة للعملية على المدى القصير والمتوسط والبعيد، ومن أجل انتعاش سريع، لا بد من بذل جميع الجهود في وقت واحد وبالتنسيق من أجل تقديم حلول عاجلة للاضرار، وتطبيع حياة المدن وتخطيطها من أجل مستقبل آمن، وعلى المدى القصير من المهم توفير احتياجات البحث والإنقاذ ودفن الموتى والأمن والغذاء والمأوى في حالات الطوارئ لضحايا الزلزال، إن جمع المخلفات وتخزين المساعدات وتوزيعها وتلبية الاحتياجات الطبية لضحايا الزلزال وإيواء أولئك الذين يغادرون مناطقهم المتضررة الى مدن أخرى من بلدنا هي أيضا من بين الأشياء التي يجب القيام بها على المدى القصير.

مع انتهاء جهود البحث والإنقاذ، سيتم إزالة الأنقاض والانتهاء من تحديد المباني المتضررة، أيضا يعتبر الدعم النفسي للعائلات والأفراد، واحتياجات الأطراف الصناعية للمصابين، وإعادة تأهيل الأسر المفككة من أهم القضايا على المدى القصير، إن استعادة مناطق المعيشة الاجتماعية في مراكز المدن، واستئناف الإنتاج من قبل المصانع، وتوفير التعليم في المدارس في ظل ظروف آمنة، وبالتالي التطبيع التدريجي للحياة في مناطق الزلازل هي مرة أخرى جزء من إدارة العملية على المدى القصير والمتوسط، يزور الرئيس أردوغان المدن التي شهدت الزلزال واحدة تلو الأخرى لمتابعة تنسيق إدارة الكوارث ويشارك القرارات الجديدة حول الزلزال مع الجمهور، سيتم استخدام تنفيذ حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر لتنفيذ عملية إدارة الكوارث على المدى القصير بأمان وفعالية، تركيا لديها قدرة الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني على تضميد جراح هذا الزلزال.

من بين القضايا التي يجب القيام بها على المدى المتوسط ​​بين ثلاثة أشهر الى سنة، هي مثل هدم المباني المتوسطة والشديدة الضرر، وتخطيط وبناء مساكن دائمة في مستوطنات جديدة ذات أرضية صلبة، واستبدال المباني المهدمة في المراكز إلى المساحات الخضراء، عودة من غادروا بسبب الزلزال إلى مدنهم، ومن أجل أن تكون المباني الجديدة التي سيتم بناؤها في منطقة الزلزال نتاجا لعملية تخطيط وتنفيذ مدينة موجهة لمقاومة الكوارث، من الضروري جدا أن يتم ألا يفقد يهمل الوضع الحالي بالكوارث أبدا، وبالطبع يجب أن يكون اتخاذ القرار في كيفية تقسيم المناطق الجديدة لمراكز المدن موضوع المدى القصير، وتنفيذه يكون على المدى المتوسط والطويل،  والانتعاش السريع ضروري، ولكن يجب ضمانه باتخاذ القرارات المناسبة لإدارة الكوارث على المدى الطويل، وفي إعادة إعمار المدن يجب إقامة العلاقة بين الدولة والبلدية والمواطنين من خلال الحفاظ على الوعي التام تجاه الزلازل.

أولا وقبل كل شيء، في مقاطعاتنا ال 10، ثم في جميع مناطق الكوارث المحتملة في بلدنا، ينبغي للسلطة العامة ومجتمعنا المدني أن يعملا على تحويل التأهب للكوارث إلى أسلوب حياة يمتد من التعليم إلى التحول الحضري، إن أجندة المنافسة الشرسة لانتخابات عام 2023 تخاطر بإلقاء ظلالها على إدارة الكوارث التي تهم مستقبلنا جميعا، ستظهر أمتنا رد فعلها في صندوق الاقتراع للسياسيين الذين سيحاولون استخدام الزلزال للترويج للعملية الانتخابية، والذي وقع في مثل هذه المنطقة الواسعة وتم وصفه بأنه “كارثة القرن” في بلدنا وفي وسائل الإعلام الدولية، هناك فرق دقيق بين تقديم الاقتراحات والنقد لما يجب القيام به وبين استغلال آلام الأمة والاشارة الى الشخص المعني بالحادثة، لقد تجاوز بعض ممثلي المعارضة هذه الحدود بسرعة كبيرة.

[صباح، 11 فبراير 2023]


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...