رؤية تركية
دورية محكّمة في
الشؤون التركية والدولية
ISSN 2458-8458
E-ISSN 2458-8466

| المقالات والدراسات < رؤية تركية

التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في سياسات التعليم بتركيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين

ملخّص: تركّز هذه الدراسة على التغيّرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الرئيسة التي تؤثر في سياسات التعليم في تركيا، وتحلّل بشكل شامل انعكاسات هذه التغيّرات على نظام التعليم، وتأثير هذه العمليات في سياسات التعليم. وتبحث الدراسة في كيفية تأثير التفاعلات التي حدثت بين الأزمات الاقتصادية وحركات الهجرة والإصلاحات السياسية والتحولات الاجتماعية- في جودة التعليم، وإمكانية الوصول إليه، وفي تشكيل سياسات التعليم في تركيا وتطبيقها. وفي هذا السياق، يُعَدّ فهم البنية الديناميكية لنظام التعليم في تركيا، وعملية تطور سياساته أمرًا بالغ الأهمية للتخطيط الإستراتيجي للمستقبل. ABSTRACT: This study focuses on the major social, economic, and political changes affecting education policies in Turkey and comprehensively analyzes the repercussions of these changes on the education system and the impact of these processes on education policies. The study examines how the interactions between economic crises, migration movements, political reforms, and social transformations have affected the quality of education and access to it, shaping the formulation and implementation of education policies in Turkey. In this context, understanding the dynamic structure of the Turkish education system and the process of policy development is crucial for strategic planning for the future.

التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في سياسات التعليم بتركيا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين

تتأثر سياسات التعليم بشكل مباشر بالبنية الاجتماعية والاقتصادية للبلد. شهدت تركيا خلال العشرين عامًا الماضية تحولات اجتماعية واقتصادية وسياسية مهمّة، وهذا أدّى إلى إعادة تشكيل سياسات التعليم. تؤثر العوامل الاقتصادية مثل النمو الاقتصادي والأزمات والعولمة وتوزيع الدخل، والعوامل الاجتماعية مثل التغيرات الديموغرافية وتغير هيكل الأسرة والتحضر والهجرة، بشكل مباشر- في نطاق سياسات التعليم وطرق تطبيقها.

التعليم هو أحد أهم مؤسسات البنية الاجتماعية، وأحد أهم أدوات السياسة في تشكيله؛ وإنّ أيّ تجديد في التعليم يؤثر في البنية الاجتماعية، كما أن أي تغيير في البنية الاجتماعية يمكن أن يؤثر في التعليم. بعبارة أخرى، هناك علاقة تفاعلية قوية بين التعليم والبنية الاجتماعية. يُنظَر إلى التعليم على أنه عنصر يتأثر بالتغيرات الاجتماعية ويؤثر فيها. لكن من الصعب تحديد درجة هذا التفاعل المتبادل والعلاقة السببية بينهما بشكل واضح. تركز هذه الدراسة بشكل أكبر على تأثير التغيرات الاجتماعية في التعليم.

تؤدّي التغيرات الاجتماعية والثقافية دورًا مهمًّا في تشكيل سياسات التعليم. تتطلب التغيرات في القيم الأخلاقية وأنماط الحياة والبنية الاجتماعية للمجتمع تجديد محتوى وأساليب نظام التعليم. على سبيل المثال، تؤدي عوامل مثل التحضر والتطورات التكنولوجية والعولمة إلى تغيير احتياجات الأفراد والتوقعات، وهذا يؤدي إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لمهارات مختلفة ومجالات معرفية جديدة في برامج التعليم. كما أن قضايا مثل التنوع الثقافي والمساواة بين الجنسين تهيئ الأرضية لإدراج نُهج أكثر شمولًا في سياسات التعليم. ومن هنا، أصبحت الديناميات الاجتماعية والثقافية عناصر أساسية تؤثر بشكل مباشر في أهداف سياسات التعليم وأشكال تطبيقها.

هناك تفاعل متبادل وقوي بين التعليم والاقتصاد. على مدار التاريخ، جرى توفير الموارد البشرية التي احتاج إليها الاقتصاد بفضل التعليم. في المجتمعات البدوية، كان التعليم يركز على اكتساب مهارات الصيد والرعي، بينما كان يستخدم في المجتمعات الزراعية المستقرة لتطوير مهارات الزراعة والحِرف. أما اليوم، فإن أحد الأهداف الأساسية للتعليم في المجتمعات الصناعية هو توفير قوة عاملة مؤهلة. ويهدف نظام التعليم التركي إلى تنمية الأفراد وفقًا لقدراتهم، وتأهيلهم لممارسة المهن، وتربية أفراد يسهمون في التنمية الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، تؤثر الموارد الاقتصادية لبلد ما والخصائص الهيكلية لاقتصاده بشكل كبير في اتجاه التعليم ومدى تطوره. ولهذه الأسباب، كثيرًا ما يعبر الفاعلون الاقتصاديون عن مطالبهم المتعلقة بنظام التعليم في الرأي العام.


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...