إنّ الفدرالية كالعُملة لها وجهان لا ثالث لهما، فهي إما سبيل إلى الوحدة، أو ذريعة إلى التفكّك والانفصال، ولكل حالة أسبابها ومعطياتها التاريخية والسياسية والاقتصادية، ففي الحالة الأوّلى، هي اعتراف متبادل وطوعي بضرورة العيش معًا، من دون أن يشعر أي طرف بأنه مهدّد ومهمّش، أمّا في الحالة الثانية (حالة التفكّك)، تكون الانتماءات الإثنية والطائفية أو القومية هي الحافز للاستقلال من دولة موحدة بسيطة والانتقال إلى الحالة الفدرالية، بوصفه طريقًا ممهّدًا للاستقلال والانفصال تدريجيًّا، وفي كلا الحالين هناك محركات ودوافع، وبحسب ما تقتضيه المصالح الضيقة.