تتناول هذه االدراسة انتقال الأراضي الفلسطينية إلى اليهود خلال الفترة الواقعة بين عامَي 1882– 1914م، والطرق المتبعة لهذا الغرض. هناك مزاعم بأن الفلسطينين باعوا أراضيهم لليهود طوعًا، وتُعتَمد هذه المزاعم كما لو أنها حقيقة تاريخية، لكنها في الواقع لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة. ففي تلك الفترة بُنيت عشرات المستوطنات اليهودية في فلسطين، ووُطِّن آلافُ المهاجرين اليهود في هذه المستوطنات التي بُنيَت على الأراضي الفلسطينية بعد اغتصابها من الفلاحين الفلسطينيين باستعمال طرق وأساليب مختلفة، والأرشيف العثماني يضم آلاف الوثائق المتعلقة بأعمال الصهاينة في فلسطين في هذه الفترة. حاولنا في هذه البحث أن نسلّط الضوء على طرق انتقال الأراضي الفلسطينية إلى اليهود بالاستناد إلى وثائق الأرشيف. ويمكننا سرد هذه المناهج على النحو الآتي: الرشوة، البيع عن طريق التنفيذ [القضائي]، بيع بالوفاء، الفراغ بالوفاء، البيع بالضغط والتهديد والابتزاز، احتلال الأراضي المحلولة، الشراء بأسماء مستعارة، الشراء بالوثائق المزيفة، الشراء بأسعار مغرية، بيع واحتلال الأراضي الوقفية، الدخول في رعايا الدولة العثمانية لتجاوز القيود المفروضة على التملك، عدم الامتثال للأحكام القانونية.