في كل عام يحدث العديد من الكوارث المختلفة في العالم، تكون نتيجتها خسائر كبيرة، وبخاصة الموت. إذ مات، على سبيل المثال، ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص نتيجة الكوارث التي وقعت خلال (1980-2005)، ويبلغ متوسط عدد الوفيات سنوييًّا حوالي 15 ألف شخص. وفي زلزال 6 فبراير 2023 الذي كان مركزه قهرمان مرعش، وضربت آثاره المدمرة إحدى عشرة ولاية- بلغ عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بحسب ما أُعلِن رسميًّا 44,374 شخصًا.
في مثل هذا الجو، تؤدّي الحكومات والمنظمات غير الحكومية وظائف فعالة في مواجهة الكوارث. في تركيا، إذ يبلغ عدد المنظمات غير الحكومية 107 آلاف و417 منظمة، لكن نسبة المنظمات التي تنشط في مجال السياسة الاجتماعية تقابل 7.84 في المئة في الجمعيات و79 في المئة في المؤسسات الوقفية.
والمنظمات غير الحكومية التي تُعَدّ جهاتٍ فاعلةً تتزايد أهميتها في سياق التنمية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، هي منظمات مجتمعية تعمل على تحسين نوعية حياة الفئات المحرومة. فهذه الفئات المحرومة المستهدفة من قبل هذه المنظمات لتحسين حياتها، تُعَدّ واحدة من أكثر النتائج غير المرغوب فيها عند وقوع الكوارث. وفي هذا السياق، يُعَدّ وجود المنظمات غير الحكومية بعد الكوارث وطريقة وجودها ومستوى قدراتها مسألة مهمة.
في هذه المرحلة، سيكون من المفيد إجراء تحليل لوجود المنظمات غير الحكومية في مناطق الزلازل في العملية التي بدأت مع زلزال 6 فبراير 2023 في تركيا. سيتناول هذا التحليل الإجابة عن الأسئلة الأساسية الثلاثة الآتية: (1) ما مستوى قوة المجتمع المدني في تركيا؟، (2) ما تجربة المجتمع المدني في فترة الكارثة؟ (3) كيف ينبغي تنسيق مساعدات المجتمع المدني في حالات الكوارث؟.