وعند الوصول إلى الوضوح المفاهيمي ستحلل هذه الورقة تجربة تركيا في ظل حكم حزب العدالة والتنمية؛ لمعرفة إمكانية وصف حزب العدالة والتنمية بـ"الحزب المهيمن" أو أن نظام الحكم في تركيا هو "نظام الحزب المهيمن". وبالاعتماد في المقام الأول على تعريف غرين لنظام الحزب المهيمن، نرى أنه بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2015 العامة في 1 نوفمبر، يمكن وصف حزب العدالة والتنمية بأنه حزب مهيمن، ووصف النظام السياسي في تركيا بأنه "نظام الحزب المهيمن"
يستعرض هذا البحث حيثيات وتداعيات الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي اختارت تركيا فيها أول رئيس منتخب شعبيًا لها في أغسطس 2014. إن العملية الانتخابية وخيارات المرشحين سلطت الضور على بعض الأبعاد المهمة في السياسة التركية المعاصرة. كما أن القواعد الاجتماعية للمرشحين ومكانة الرئيس المنتخب في النظام السياسي تتطلب مزيد من البحث والدراسة.
جذبت السياسة الخارجية التركية في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية انتباه مجموعة واسعة من المحللين. وعملت الانتفاضة السورية على زيادة حدة وتباين وتغيير مثل هذه التحليلات بشكل سريه. وعلى الرغم من أن الأحداث في سوريا أجبرت السياسة الخارجية التركية على إعادة تقويم حساباتها، إلا أن هذا التغيير يمكن أن يفهم على نحو أفضل من خلال تاريخ السياسة الخارجية لحزب العدالة وتنمية، الذي يتميز بالاستمرارية والتغيير على نقيض أسلافه من الإسلاميين السياسيين، حزبيّ الرفاه والفضيلة. ومن خلال فهم القيم والدوافع، والفشل، والاستفادة من تجارب أسلاف حزب العدالة والتنمية من السياسيين الإسلاميين، ربما قد نفهم على نحو أفضل العقد الأخير لسياسة حزب العدالة والتنمية وتطورها المستمر.