كانت انتخابات عام 2023 ذات أهمية خاصة للمواطنين الأتراك منذ إجرائها في الذكرى المئوية لإعلان الجمهورية. قرر الأتراك بعد أن شكلوا آخر دولة حديثة في أوروبا في عام 1923 كيف سيبدؤون القرن القادم، إذ ركزوا على التحديث في القرن التاسع عشر وعدّوا القرن العشرين قرن التحوّل الديمقراطي، فيما سيكون القرن المقبل ظاهريًّا قرن التكنولوجيا.
قام النظام الليبرالي الجديد في تركيا بتمويل الاقتصاد الحقيقي لتعزيز النمو وزيادة الاستهلاك، وهذا قد يوحي بأن الرفاهية قد انتشرت، لكن في الحقيقة، سيظل "قرن تركيا" بعيد المنال في غياب زيادة الإنتاج التكنولوجي. أنشأ أردوغان عند وصوله إلى السلطة في عام 2002، نسخة محلية من السياسة النيوليبرالية، حيث سعى إلى القضاء على نظام الوصاية العسكرية الذي أعدم رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس بطريقة مروعة، وعمل أردوغان على جلب السلطة إلى قوى المجتمع المدني التي كانت تزداد قوة منذ عهد تورغوت أوزال. في الوقت نفسه حاول الزعيم التركي الجديد تنشيط الاقتصاد الذي كان قد وصل إلى الحضيض في الأزمة الاقتصادية عام 2001. وفي السنوات الأولى من الألفية الجديدة (التي كانت في الواقع اللحظات الأخيرة من القرن العشرين)، وعززت حكومته الوحدة الاجتماعية من خلال المبادرات مع المكونات الكردية والعلوية، وحاولت دمج تركيا في النظام العالمي من خلال محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.