تقوم قطر عن طريق صندوق الثروة السيادي الذي أسسته عام 2005 بضخ استثمارات
كبيرة إلى الخارج، كما تجذب الاستثمارات الأجنبية إليها. يركز هذا التحليل على الاستثمارات
القطرية، ويتناول العلاقات الاقتصادية بين تركيا وقطر، ويقدم مقترحات بشأن مستقبل التعاون بين
البلدين. ورغم التقارب الملحوظ في العلاقات خلال السنوات الأخيرة، بفضل توافق المصالح
في القضايا الإقليمية وبفضل التقارب الثقافي- ترى الورقة أن تركيا لم تحصل على حصة كافية
من الاستثمارات القطرية.
يتناول المقال الذي بين أيدينا العلاقات التركية الصينية في المجال الاقتصادي، حيث تعمل الصين التي تُعدّ ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحويل النموذج الذي حقّق لها نموًّا اقتصاديًّا لمواجهة تراجع الطلب والتدابير الحمائية المتزايدة في العالم إبّان الأزمة العالمية. وهذا يحتّم عليها أن تقيّم تركيا على أنها حليف بديل، ورغم أن العلاقات الاقتصادية التركية الصينية، ومبادرة "الحزام والطريق"، تتسببان في عدد من الشبهات، فإنهما يحملان فرصًا كبيرة ومهمّة. ومن ثَمّ، فإن العلاقات التجارية والاستثمارية التي ستبنيها الصين مع بلدان نامية مثل تركيا لإنجاح نهج العولمة من النوع الصيني ستكون حقل اختبار مهمّ من أجل نافذية نموذجها. وسيكون من الأهمية بمكان بالنسبة للصين إقامة تعاون ثنائي مع منظور أكثر شفافية وشمولية يقوم على الربحية المتبادلة. مما سيساعد تركيا في أن تؤدّي دورًا أكثر فاعليةً في منطقتها، وسيشكل مثالًا تستعين به بقية البلدان.
تتناول هذه الورقة أسبابَ الاضْطِراباتِ الماليَّة التي يشهدها الاقتصاد التُّركيُّ من جهة، وتحلِّلُ من جهةٍ أُخرى الخطواتِ التي اتَّخذتها الحكومة والمُؤسَّساتُ والإدارة الاقتصاديَّة. كما يتطرَّقُ إلى ما يمكن أنْ تفعلَهُ تركيا لتحويل هذه الاضْطِراباتِ الماليَّة إلى فُرصةٍ. وترى الورقة أنه لا يمكن الاعتماد على الأُسِسِ الاقتصاديَّة لتفسير هذه الاضْطِراباتِ الماليَّة، فالولايات المتَّحِدة الأمريكيَّة التي تُعتبَر اللَّاعب الأعظم في النِّظام الماليِّ العالَميِّ تُمارِسُ ضغوطها لكسر صمود تركيا وسَحبِها إلى مسارها، عن طريق فَرضِ العقوبات الاقتصاديَّة، إلى جانب التَّدَخُّلاتِ السِّياسيَّة والحقوقيَّة، كما ترى الورقة أنَّ الإنجاز السَّريع للإصلاحات التي تُعزِّزُ القطاع الحقيقيَّ في الفترة المُقبِلَةِ؛ سيعمل على زيادَةِ مُقاوَمَةِ الاقتصاد للصَّدَماتِ الخارجيَّة المُحتَمَلةِ، وضمانِ أنْ تَتَجاوَزَ تركيا هذه المَرحلة بسلامٍ.