تتناول هذه الدراسة العلاقات الثنائية من منظور تاريخي، وتحلّل سياسة الصين تجاه أفغانستان بناء على نهج اقتصادي وسياسي، وتلاحظ أنه من المحتمل أن تؤدّي الصين دورًا في إعادة إعمار أفغانستان، ومن المحتمل أن تشكل سياسة بكين تجاه أفغانستان منعطفًا مهمًّا في طريقها لتصبح قوة عالمية، لكونها اللاعب الذي يملك أكبر احتياطي من العملة الأجنبية والقوة الشرائية والتجارة الخارجية في العالم. وتشير مبادرات التنمية التي خبرتها الصين من خلال القيام بالاستثمارات على الصعيد الاقتصادي في مناطق مختلفة حول العالم في العقدين الماضيين- إلى تحوّل جديد في أفغانستان، وهو الأمر الذي تركز عليه هذه الدراسة.
يتناول المقال الذي بين أيدينا العلاقات التركية الصينية في المجال الاقتصادي، حيث تعمل الصين التي تُعدّ ثاني أكبر اقتصاد في العالم على تحويل النموذج الذي حقّق لها نموًّا اقتصاديًّا لمواجهة تراجع الطلب والتدابير الحمائية المتزايدة في العالم إبّان الأزمة العالمية. وهذا يحتّم عليها أن تقيّم تركيا على أنها حليف بديل، ورغم أن العلاقات الاقتصادية التركية الصينية، ومبادرة "الحزام والطريق"، تتسببان في عدد من الشبهات، فإنهما يحملان فرصًا كبيرة ومهمّة. ومن ثَمّ، فإن العلاقات التجارية والاستثمارية التي ستبنيها الصين مع بلدان نامية مثل تركيا لإنجاح نهج العولمة من النوع الصيني ستكون حقل اختبار مهمّ من أجل نافذية نموذجها. وسيكون من الأهمية بمكان بالنسبة للصين إقامة تعاون ثنائي مع منظور أكثر شفافية وشمولية يقوم على الربحية المتبادلة. مما سيساعد تركيا في أن تؤدّي دورًا أكثر فاعليةً في منطقتها، وسيشكل مثالًا تستعين به بقية البلدان.