إن قراءة الدور السياسي الإيراني في العراق مستقبلًا محكومٌ بالعديد من السيناريوهات، ويرجع السبب في ذلك إلى تعدّد أنماط الأدوار الإيرانية في العراق، إذ إنّ قراءة الدور السياسي الإيراني في العراق يحتاج إلى دراسة مستفيضة لطبيعة الأهداف التي تسعى إيران إلى تحقيقها في العراق، وعلاقة ذلك برؤية إيران الشاملة في منطقة الشرق الأوسط، لكون سياستها أو إستراتيجيتها في العراق ليست إلا إحدى حلقات توسّعها وتمدّدها في المنطقة، وما العراق إلا نقطة انطلاق نحو مجمل ساحات الشرق الأوسط، فالعراق إذن قاعدة مركزية في سياسة إيران الخارجية، فاهتمامها المتصاعد بالتطورات الحالية في العراق، وعدم السماح بمسّ أدوات نفوذها وسيطرتها في العراق من قبل العديد من الجهات الداخلية والإقليمية والدولية- يشيران إلى مدى الأهمية الإستراتيجية التي توليها إيران للعراق، وهذا ما نراه حاضرًا وما سنراه مستقبلًا.