رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


الحكومة الاتحادية والفيدرالية في العراق

إنّ الفدرالية كالعُملة لها وجهان لا ثالث لهما، فهي إما سبيل إلى الوحدة، أو ذريعة إلى التفكّك والانفصال، ولكل حالة أسبابها ومعطياتها التاريخية والسياسية والاقتصادية، ففي الحالة الأوّلى، هي اعتراف متبادل وطوعي بضرورة العيش معًا، من دون أن يشعر أي طرف بأنه مهدّد ومهمّش، أمّا في الحالة الثانية (حالة التفكّك)، تكون الانتماءات الإثنية والطائفية أو القومية هي الحافز للاستقلال من دولة موحدة بسيطة والانتقال إلى الحالة الفدرالية، بوصفه طريقًا ممهّدًا للاستقلال والانفصال تدريجيًّا، وفي كلا الحالين هناك محركات ودوافع، وبحسب ما تقتضيه المصالح الضيقة.

الحكومة الاتحادية والفيدرالية في العراق

المقدمة

تمر الدول العربية اليوم بمرحلة مهمة جدًّا تحدد مصيرها ووجودها، فبعد عام 2011، والتظاهرات التي سميت بثورات (الربيع العربي) التي كشفت العديد من مكامن الضعف والفساد في الأنظمة العربية التي كانت حاكمة، ووصلت فترات الحكم في بعضها إلى ثلاثين عامًا، وفي بعضها إلى أربعين عامًا، لكنها لم تقدم خلالها غير القهر والفقر والتشريد لشعوبها؛ لذا بدأت الشعوب تبحث عن بديل لهذه الأنظمة، ومن أكثر النماذج التي طُرِحت ونُوقِشت النظام الفدرالي.

إلا أنّ الفدرالية بمفهومها الحديث وتطبيقها في الدول العربية تُعَدّ فكرة جديدة، (عدا دولة الإمارات العربية المتحدة)، طُرِحت إثر تغيير نظام الحكم في العراق عام 2003، وصاحب هذا التغيير ويلات ودمار هائل في العراق والدول العربية المجاورة، أما عن إدراك الشعب العربي لمفهوم الفدرالية فإنه يختلف اختلافًا كبيرة عن إدراك مفهوم الفدرالية عند الشعوب المتطورة، كما أنّ مسألة التطبيق تختلف اختلافًا كبيرًا عن تطبيق الفدرالية في الدول المتقدمة.

 


نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...