جرت العادة أن نُطالع كتب الرؤساء والزعماء عقب انتهاء فترة حكمهم، حيث تتصف غالبًا بالسرد التاريخي لأحداث عاشها الكاتب خلال فترة حكمه، ونظرته للأحداث والمواقف المُختلفة، وكيف تعامل معها، ويغلب على كُتب زعماء الدول الكبرى أن ينحوا منحى التسويغ لمواقفهم وقراراتهم، وبخاصة في القضايا ذات الطابع الدولي، لكننا اليوم نقف أمام كتاب مُختلف قليلًا؛ فالكاتب هنا هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يُخرج هذا الكتاب بينما يواصل قيادته للدولة التركية، ولا يُقدّم فيه سردًا تاريخيًّا بقدر ما هو تحليل للواقع واستشراف للمستقبل، مع تقديم تصورات علمية وعملية لعالم أكثر عدلًا.