تعد الحالة السلفية الليبية من المسائل الأكثر تعقيدًا في المشهدين السياسي والمجتمعي العربي والإسلامي خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
يرجع ذلك لعوامل كثيرة، أبرزها قلة المصادر التي تناولت الحالة بشكل خاص، بالتوازي مع قابليتها السريعة نحو التشكّل والتحّول في أنساق وقوالب متغيرة، بما لا يتيح الوقوف على كل مظهر لها أو تشكيل على حدة. إضافة إلى السياقات العامة التي تحدّد وجهتها السياسية والمجتمعية في كل مرحلة منها، وفقًا للمتغير الذي تفرزه توجهات السلطة صوب تلك السلفية في الداخل الليبي.
منذ انتفاضة مصر ضد نظام مبارك وقيام ثورتها في الـ25 من يانير 2011م، وهي محط أنظار العالم كله، ولا مجال للشك في أن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة العربية بأكلمها، وحينما تولى الدكتور محمد مرسي سدة الحكم عام 2012م عبر انتخابات عرفت بنزاهتها ووصفت بأنها الأولى في مصر التي عرفت معنى الديمقراطية الحقيقي، وبدأت مصر في مرحلة جديدة تحت حكم رجل ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان ذلك أكبر مثال على أن الإسلاميين أضحوا بدلاء للأنظمة السابقة في دول الربيع العربي.
يعرض المقال للصراع الناجم عن تنامي السجال بين جبهتى "الإصلاحيين" و"المحافظين" داخل حزب "النور" المصري، وتأثير الأخونة على حزب النور وما مثلته القوى الرافضة له من داخل الحزب والتي رفع لوائها الجناح المتشدد فضلًا عن تنامي ظاهرة "لبرلة السلفية" وهي المقاربة العجيبة الغريبة ل"حزب النور السلفي".