رؤية تركية

دورية محكمة في
الشئون التركية والدولية


| المقالات والدراسات < رؤية تركية

الكارثة المناخية في ليبيا وأثرها السياسي: إعصار دانيال وفيضان درنة

تتناول هذه الورقة حيثيات الكارثة المناخية التي حلّت بليبيا في شهر أيلول (سبتمبر) سنة 2023، وما نتج عنها من سيول وفيضانات أحدثت دمارًا غير مسبوق، تجاوزت ارتداداتها البعد الإنساني المحض لتمتد إلى أبعاد سوسيوسياسية لا تزال تبعاتها تنكشف يومًا بعد يوم. تكشف الدراسة عن المستويات المتعددة لآثار الحدث المدويّ سواء الإنساني منها أم الاقتصادي أم الخدمي وفق منظور سياسي. هذا المنظورالذي بيّن جذور الأزمة وما يتعلق بها بغياب الحوكمة، الذي لولاه ما كانت نتائج الإعصار لتكون بهذه الكارثية. كما أن ما أسفرت عنه هذه الحادثة من تفاعلات سياسية تجاوزت المستوى المحلي، لتتعداه إلى مستويات إقليمية ودولية كانت تركيا أحد أبرز عناصرها.

الكارثة المناخية في ليبيا وأثرها السياسي: إعصار دانيال وفيضان درنة

ضرب إعصار دانيال مدن الشمال الشرقي من ليبيا في العاشر من أيلول (سبتمبر) 2023 مخلفًا دمارًا غير مسبوق في الأملاك، وفقدًا في الأرواح لم تعتده ليبيا جراء الكوارث الطبيعية. إلا أن الكارثة الكبرى التي سببها الإعصار كانت في اليوم التالي يوم الحادي عشر من سبتمبر 2023 عندما أدت المياه المتجمعة بسبب الإعصار إلى انهيار سدَّي مدينة درنة، الذي نتج عنه فيضان كان أشبه بالتسونامي. فيضان وصل ارتفاعه عشرات الأمتار على الأقل، كان ولا يزال استيعاب حيثياته وطبيعته يفوقان قدرات الغالبية على الإدراك أو التخيّل.

ضرب مركز الإعصار منطقة الجبل الأخضر في شرق البلاد، وهو الجبل الذي تقع مدينة درنة على حافته الشمالية ممتدة بين ساحل البحر الأبيض المتوسط وسفح الجبل. وكانت رياح العاصفة وأمطارها قد تسببت يوم الأحد الموافق للعاشر من سبتمبر بأضرار متفرقة بمختلف مدن وقرى الجبل الأخضر، أبرزها بالإضافة إلى درنة مناطق البيضاء وضواحيها، والمرج، وسوسة، وشحات، وقندولة، والمخيلي وغيرها


ملصقات
 »  

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط بطريقة محدودة ومقيدة لأغراض محددة. لمزيد من التفاصيل ، يمكنك الاطلاع على "سياسة البيانات الخاصة بنا". أكثر...